الشيباني لأهل الشام: لم يبق لكم إلا ما عند الله فهو خير وأبقى!

زاوية الكتاب

كتب 1925 مشاهدات 0


القبس

الجرائم في الشام

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

 

أشعل اليهود وأعوانهم مصر، وصارت حوادثها وأحاديثها متقدمة على كل حادثة وحديث، فالمجزرة أو المجازر - ولا أقلل - ليست هناك بل في سوريا الحرس الثوري الإيراني وربيبه حزب نصرالله، إذ لم يعد البعث يحكم - ولا أبرئهم - فقد اشترك معهم في الجرائم، هذان الحزبان الآثمان بقتل النساء والأطفال والعزل من المواطنين السوريين في القرى والمدن الصغيرة، وقد أدخلوا معهم كل أسلحة الدمار الشامل. وما يرتكب هناك من المحرمات التي لا يعلم حقيقتها إلا رب العباد، والتي كان آخرها إلقاء الكيماوي على أكثر من قرية من قرى غوطة دمشق التي كان الأدباء والشعراء يكتبون الروايات والأشعار فيها على رأسهم العلامة محمد كرد علي.

رؤية النساء والأطفال والشيوخ الموتى المكدسين فوق بعضهم بعضا من هذا السلاح المدمر، والذين يفوق تعدادهم الألف وأربعمائة، يقول المتابع: لقد غطت هذه المذبحة على مذبحة حلبجة صدام والبوسنة والدانمرك والمذابح التي قبلها وبعدها في العالم، فما تراه البشرية اليوم من استئصال شامل للإنسان في سوريا لا يعد من يدير ذلك ويدبره من البشر، فهؤلاء سكارى العقيدة الطائفية والحقد، حيث لا يرون إلا أنفسهم ومن هم على منهجهم، وغيرهم لا يستحقون الحياة سواء كانوا أطفالاً أو شيوخاً أو نساء أو عزلاً، أو حتى من الذين لا ناقة لهم في هذه الحرب ولا جمل، قابعين في بيوتهم يريدون السلامة والبعد عن أماكن القتال ودروب المقاتلين.

في الوقت الذي تتواجد فيه الفرق الدولية للتأكد من استخدام الأسلحة الكيماوية وغيرها والمتابعة الميدانية لذلك، تتحدى إيران بحرسها الثوري وحزبها اللبناني والبعثي بإدارة الصراع هناك فتشهد الكيماوي على قرى الغوطة جهاراً نهاراً، وتقتل ذلك العدد المهول من الأهالي والفريق الدولي لا يستطيع الخروج من الفندق كما يقول رئيس الفريق: وضعونا هنا وتركونا، ولم يردوا على طلباتنا التي من أجلها أتينا!

أو لأسباب أخرى قد يكون جاء ليبرئ البعث من الكيماوي، ويرمي به الجيش الحر أو ليجعل الفريقين على قدم المساواة في المسؤولية، وهذا ظلم بين!

تفنن يومي في الذبح، وتنوع في الأساليب، وتحد للإرادة الدولية الضعيفة، وشيوع حرب المصالح السياسية على حساب الإنسان الضعيف وأملاكه ودياره التي لا تعوض بأي حال من الأحوال، ناهيك عن التشتت في الدول القريبة، حيث الغربة والأمراض والضياع، وضياع الأحلام والآمال التي تحلم بها وتتمناها كل نفس منفوسة على هذه الأرض، أرض أحلام وخيالات البشرية جمعاء في حياة هانئة هادئة آمنة. والله المستعان.

• • •

• لكم الله:

أهلنا في الشام وفي الغربة وفي الملاجئ.. لقد فقدتم الديار والمال، فلم يبق لكم إلا ما عند الله فهو خير وأبقى، فلا تنسوا ذلك ولا تغفلوا عنه. (الشيباني)

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك