' يعيش التنديد !! وتحيى الأمة العربية '

زاوية الكتاب

كتب 1254 مشاهدات 0


لم يكن مجرد وعد بلفور وزير خارجية بريطانيا لليهود بإنشاء وطن قومي لهم  والتي سميت ب ' وعد بلفور ' تهدف لإنشاء دولتهم فقط  بل كانت تحقيقا لمصالح بريطانيا والدول الغربية وخدمة للمشروع الاستعماري بإشغال العرب بالمواجه مع إسرائيل وإنهاكها اقتصاديا وسياسيا ، بدءا من الحروب وانتهاء بمؤتمرات السلام !! ، فمنذ نكبة فلسطين وقيام دولة إسرائيل في عام 1948، توالت النكبات على الأمة ونجح الاستعمار بقيادة بريطانيا بزرع الكيان الإسرائيلي في قلب الوطن العربي والعالم الإسلامي وهي سلسلة من المخططات الاستعمارية والأهداف الغربية بالهيمنة على العرب والمسلمين، فقد استنزفت الدول العربية أغلب إمكانياتها الاقتصادية والعسكرية على مدى عقود على حساب تنمية مجتمعاتها في التعليم والصناعة وأصبح المواطن العربي البسيط مطالب بدفع فاتورة الانتصار على إسرائيل!

لقد انهمكت الدول العربية في شراء الأسلحة وبناء قدراتها العسكرية لمواجهة الخطر الخارجي طيلة السنوات الماضية ، وخاصة الدول المجاورة لإسرائيل التي أرهقت ميزانيتها وشعوبها في التعبئة العامة ، فهل استطاع العرب من هزيمة إسرائيل ؟..... فحتى الانتصار الوحيد الذي كنا نفتخر به في حرب' 73 ' ! انتهت بمعاهد سلام بين مصر وإسرائيل ! والتي سميت بـمعاهدة ' كامب ديفيد ' حيث ضمنت مصر بموجبها أن تسترد سيناء بشروط  تحقق الأمن لإسرائيل ! حيث تم من خلال المعاهدة إخلاء سيناء من القواعد العسكرية للجيش المصري ! ، في حين أن الولايات المتحدة وأوروبا سيضمنون وعلى المدى الطويل تفوقا عسكريا واقتصاديا ' لتل أبيب ' في المنطقة العربية.

إن الجيوش العربية لم تكن في يوم .. إلا حماية للأنظمة الحاكمة ! ومع مرور الوقت أصبحت عبئا على الشعوب بل أنها تدافع وبشراسة عن تلك الأنظمة ، فالنماذج  في هذا الشأن كثيرة ومرعبة !  فالثورة السورية كشفت لنا حقيقة الجيوش العربية ! والهدف منها ! فلم يكن يتوقع الشعب السوري أن طائراته التي تم شراؤها من قوته وعرق جبينه ستقصف بيته ! وأن مدفعيته ستقتل أطفاله ، ولم يرى من نظامه وجيشه إلا مقولة ' نحتفظ بحق الرد ' ! في رده على الانتهاكات المتكررة للطيران الإسرائيلي وقصفه للمواقع السورية ، فيما يستمر نزيف الدم السوري في ظل صمت دولي كبير ومتآمر! على مجازر النظام.

وفي مواجهة الأزمات العربية والقضايا الإسلامية ، لم يكن للجيوش العربية أي دور! في تحقيق الأمن أو إنقاذ المسلمين أو حتى السعي لإيجاد مخرجا سياسيا لها وما المجازر التي طالت المسلمين في بورما  ببعيدة ، لقد استخدمت الدول العربية أدوات أخرى لمواجهة تلك الأزمات فكلمات '' التنديد ' لا تكاد تخلو منها الخطب والتصاريح ! التي تخرج تنديدا واستنكارا ! وتبرئة للذمة وتعويضا عن تخاذلها في نصرة القضايا العربية والإسلامية.

فلم تعد تلك الأدوات تحقق شيئا ملموسا في قضايا الأمة والأزمات التي تعصف بها، ولكن لسان حال الأنظمة العربية '' التنديد ولا الصمت ! '  تماشيا مع شعار الثورة السورية  'الموت ولا المذلة '  في حين أن الشعوب لا يمكن استغفالها وتخديرها بهذه الكلمات في ظل التطور الهائل في وسائل الاتصال التي سمحت للأفراد بكتابة كلمات أشد وطئا ووقعا من تصاريح الحكومات العربية!.

حين لا نجد أملا قريبا إلا في الله تعالى .. يجبرنا واقعنا على ترديدها..... يعيش '' التنديد والشجب والاستنكار '' وتحيا الأمة العربية.


موفق عناد فهد العنزي
بكالوريوس إعلام جامعة القاهرة

كتب: موفق عناد العنزي

تعليقات

اكتب تعليقك