هل أولويات الشعب الكويتي غير معلومة؟.. حسن كرم متسائلاً
زاوية الكتابكتب أغسطس 23, 2013, 11:03 م 799 مشاهدات 0
الوطن
استبيان الرئيس!!!
حسن علي كرم
أنا اقرأ اعلان رئيس مجلس الامة الجديد الشاب مرزوق الغانم القاضي بتكليف الامانة العامة وادارة البحوث في مجلس الامة اجراء (اكبر) استبيان شعبي للوقوف على اولويات المواطنين، تخيلت كما لو كان الرئيس قادما توا الى الكويت لا يعلم عن امرها شيئا وبالتالي كان عليه ان يرسم لنفسه خارطة طريق كي يستدل على احيائها وشوارعها ومناطقها العامرة والصاخبة وتلك الخالية النائية ويستبين احوال شعبها عن الحالة المعيشية والاحتياجات والقصور في اعمال الدولة وتخلفها، غير انني اجزم ان الرئيس الشاب الخطيب المفوه الحاذق لم ينزل بالبراشوت من السماء ولا هو غائب عن دنيا الكويت وهمومها فلقد عاش في اجواء السياسة ردحا من الزمن كان فيه عضوا نشيطا وفاعلا في مجلس الامة قبل ان يتصدر قائمة الفائزين العشرة في الدائرة الثانية في الانتخابات الاخيرة، ثم ينال شرف قيادة مجلس الامة رئيسا بالاكثرية، لكل ذلك فلقد اندهشت من الاعلان عن ذلك الاستبيان الذي تصَوره هو خريطة للعمل المشترك بين السلطتين. ولعله قد تصور انه بذلك الاستبيان قد جاء جديدا لم يسبق اليه رؤساء الأمة السابقون بما فيهم خاله رجل التواضع والبساطة. فحري به معرفة مزاج الشعب واحتياجاته أو كأن هذا الشعب نزيل فندق قادم توا وهو مكلف من قبل ادارة الفندق على راحتهم أو كأن هذا الشعب موزع الارجاء في بلاد مساحتها تضاهي مساحة الصين وشعبه يضاهي شعب الصين أو ازيد أو انه منقطع الاوصال بين الكفور والقرى والمدن البعيدة والمكانات النائية التي يصعب الوصول اليها الا بشق الانفس، لا انه شعب اذا قيس لا يزيد عن تعداد سكان مدينة من المدن الصينية ومساحة وطنه تناظر مساحة مدينة من مدنها، فأنت تستطيع عزيزي القارئ اذا شئت ان تقطع بالسيارة وبالسرعة الاعتيادية ارض الكويت من الحدود الى الحدود بقرابة الساعة، أو تسمع دويا اذا وقع في اقاصي البلاد في اقاصيها الاخرى.
ودعنا من كل ذلك، لنسأل هل اولويات الشعب الكويتي غير معلومة وهي تتردد على كل لسان ليل نهار، وفي الصحافة وعلى شاشات التلفاز الخاصة والرسمية وفي جلسات مجلس الامة وعبر المنتديات والندوات وديوانيات وتعليقات التواصل الاجتماعي، فاحتاجت لاستبيان لمعرفتها، كي يتم تكليف شركات الرأي التي سعيها الريح والكسب على ذلك ومتى كانت شركات الرأي محل الثقة والصدقية وهي المعروفة بالكروتة والسلق والتزوير والتضخيم..؟!!
فمن لا يعرف الازمة الاسكانية على سبيل المثال وطابور قوامه (115) الف طلب اسكاني على قائمة الانتظار. ومن لا يتحدث عن ازمة البطالة التي تكاد تتعقد وتتحول الى ازمة سرطانية مستفحلة وقاتلة. ومن لا يشكو من الادارة الحكومية المتخلفة والبيروقراطية والروتين والفوضى والفساد وتعطيل الاعمال والمصالح، ومن لا يشكو من انغلاق البلد والجفاف وقلة اماكن الترفيه والترويح وكثرة الممنوعات على المسموحات وتسلط المتشددين الدينيين على مفاصل الدولة؟ ومن لا يتحدث عن تعثر التنمية وتبخر المشاريع ومن لا يشكو من التعليم المتخلف وتردي الصحة، ومن لا يشكو من الواسطات التي تمنح لمن لا يستحق على من يستحق ومن لا يشكو من الوظائف والمناصب والترقيات الجاهزة التي توزع على اساس الفئوية والمحاصصة والترضيات والطائفية والقبلية دون الاعتبار لمبدأ الكفاءة والاستحقاق؟ ومن لم يشك من الاختنتاقات المرورية والعمالة السائبة وتجار الاقامات ومن لا يشكو هدر وبعزقة الاموال والميزانيات المليارية الضائعة والجيش الجرار من الموظفين الكسالى البلداء دون الانتاج الحقيقي الموازي حجم الرواتب التي تصرف لهم، هل تريد المزيد..؟!!
ايها الرئيس الشاب مشاكل واولويات الدولة واولويات المواطن معروفة ومرصودة، لكن مشكلة المشاكل وعلة العلل وسقم الاسقام ومرض الامراض يكمن في الادارة الحكومية والنظام الاداري المتخلف والمهتري والفاسد وغياب الحوافز وغياب مبدأ العقاب والجزاء، ويكمن في السياسة الحكومية الجامدة التي لم تتغير، والتي لا يبدو ثمة امل بالتغيير والتجديد والتطوير..!!
لذلك اقول، دعك يا عزيزي من حكاية الاستبيانات المفبركة والمفصلة على القياسات المحددة وهدر المال وتعطيل الاعمال على غير اللزوم، واقتحم هذا اذا كنت جادا فورا على ما هو الاهم، وضع اصبعك مباشرة على الجرح، فمشاكل الكويت واولويات شعبها واحدة يراها كل ذي بصر وبصيرة، مشاكل نشكو منها جميعا ونتفق عليها جميعا.. واقول تكرارا: ان الاستبيانات وسيلة تنفيع لشركات الرأي ليس الا.
تعليقات