استباحة دماء الإخوان ليست من قيم الإسلام.. برأي محمد الخالدي

زاوية الكتاب

كتب 670 مشاهدات 0


الأنباء

نظرات  /  هل حقاً 'الإخوان المسلمين' خطر؟!

محمد الخالدي

 

قرأت كثيرا في الفترة الأخيرة عن «الاخوان المسلمين»، وما زلت أقرأ هنا وهناك في الصحف ومواقع الانترنت، ولاحظت أن أغلبية الآراء ضدهم، وأن كثيرا من الناس يسبونهم ويحذرون منهم ويعتبرونهم خطرا على الأمة الاسلامية يفوق بمراحل خطر الصهاينة والصفويين وكل أعداء الاسلام، لكنني لم أجد من بين معظم ما يكتب عن الاخوان المسلمين حديثا عقلانيا وموضوعيا يشرح حقيقة ذلك الخطر، لم أجد أفكارا يمكن فهمها ومناقشتها، وانما لا يتجاوز غالبية ما يكتب عنهم الشتائم والسباب.. لاحظوا، أنا لا أقول انهم لا يشكلون خطرا ولا أروج لفكرهم ولا أدعو للانضمام اليهم، أنا فقط أقول بأنني لا أعرف ان كانوا فعلا يشكلون خطرا كما يشاع، لأنني لم أجد حديثا موضوعيا يثبت هذا الخطر حتى الآن.

> > >

مما قرأت عن تاريخ الاخوان المسلمين، أجدهم حركة سياسية ترفع شعار الاسلام وتدعو للخير والفضيلة واصلاح المجتمع، وفي فترة من الفترات لجأوا للعنف واستباحوا دماء مخالفيهم، خاصة بعد أن استحدث سيد قطب فكرة تقسيم المجتمع لفريقين، فريق الحق وفريق الباطل، واستحل دماء كل من يقف في وجه أهل الحق «وهم الاخوان في نظره بالتأكيد»..

بالأخير، هي حركة بدأت «دينية» تسعى لإصلاح المجتمع، ثم تحولت الى حركة سياسية تسعى لتطبيق منهجها على نطاق أوسع من خلال السلطة، أفهم خطورة فكرة سيد قطب، لكنها كانت فكرة مرحلية جاءت ردة فعل على العنف والتنكيل الذي تعرضوا له خلال فترة حكم جمال عبدالناصر ثم أنور السادات، واختفت مع حسني مبارك تقريبا، ثم ان كثيرا من التنظيمات الدينية الاسلامية وغير الاسلامية لديها صراحة أو ضمنيا هذا التقسيم الصارخ بين البشر، بل هي عقيدة أصبحت رائجة حتى على مستوى التيارات السياسية العلمانية منذ اعلان بوش الابن الحرب على «الإرهاب» بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001، وشعاره الذي يردده الكثيرون «من ليس معنا فهو ضدنا».

لماذا اذن يتهم الاخوان المسلمين دون غيرهم بهذه التهمة، ما الذي يبرر اعتبارهم «الخطر الأكبر» بسبب فكرة موجودة عند معظم التنظيمات الدينية والسياسية؟

> > >

لم أجد حتى الآن مبررا مقنعا حول كل هذا التهويل والتخويف من الاخوان المسلمين، لم أتمكن حتى الآن من الوصول الى شرح موضوعي وغير متعصب يشرح بوضوح أين بالتحديد يكمن الخطر الذي يفوق خطر الصهاينة وكل أعداء الأمة في الاخوان المسلمين. وعليه، وانطلاقا من عقيدة الولاء والبراء التي تعد أصلا راسخا من أصول الايمان السليم، أجد من واجبي كمسلم دعم الاخوان المسلمين بما أستطيع، الى أن أتبين حقيقة الخطر الذي يمثلونه، خاصة أن من يعاديهم حاليا في مصر ويقمعهم بوحشية، ظاهر الفساد والفحش والفجور، ومشروعه المعادي للإسلام لا يخفى على كل صاحب عقل وبصيرة، فهل هناك أوضح من إعلان كثير منهم عدم القبول بدولة اسلامية؟!

انتقاد المشروع السياسي حتى الديني للإخوان المسلمين أمر مشروع، رفض أفكارهم ومنهجهم حق لكل انسان، أما قتلهم واستباحة دمائهم والتحريض ضدهم بهذه الوحشية الصارخة فهذه ليست من قيم الاسلام ولا من الانسانية.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك