كيماوي البعث
زاوية الكتابكتب أغسطس 22, 2013, 1:37 ص 1511 مشاهدات 0
ايام الدراسة وتحديدا في الابتدائية لا زلت استذكرذلك اليوم الذي جمعنا فيه ناظر المدرسة في المقصف وجمع معنا جميع الطلبة كاجراء تدريبي على مواجهة هجوم كيماوي بعد تهديد حزب البعث البائد في العراق باستخدامه ضدنا ورغم طرافة المشهد وعدم اهتمامنا كطلبة صغار لا يفقهون شيئا في السياسة به إلا ان الناظر قد خطب فينا خطبة صماء تجعل من يستمعها يظن انها ليست موجهة لطلبة لا تتعدى اعمار اكبرهم 9 سنوات الحاصل ان ملخص الخطبة او الجزء المهم بها كان احضار فوطة لغمسها بالماء ووضع قطعة فحم عليها لتكوين قناع واقي في حالة الخطر ورغم انني لم احضر تلك الفوطة حسب ما اذكر إلا ان الموضوع لم يكن ذا اهمية فقد مرت تلك السنوات الممتدة من 1995 إلى 1999 بسلام دون ان يطال بلادنا شيء بحمد الله تعالى ثم بدات حرب العراق 2003 وبدات صواريخ النظام البعثي البائد تتساقط لنحوز على اجازة
امتدت اسبوعا وكوني كنت طالبا في الثانوية حينها فان اجازتي واجازة الكثيرين لم تمتد حيث ان الدراسة قد استؤنفت في الاسبوع الثاني للحرب وفي اول ايام ذلك الاسبوع ان لم كن مخطئا دوت صافرة الانذار لنخرج من الفصول متجهين إلى مسرح المدرسة الذي لم يكن ليحمينا كون زجاجه قد كسر كما ان الجو العام لم يكن يوحي بحرب ولا بالصواريخ فقد كان الابتسامات والضحك هي الحاضر الابرز في ذلك المسرح ليمر ذلك الاسبوع وما تلاه بسلام ايضا دون ان يقتل احد او يصاب والان وبعد كل هذه السنوات انهار حزب البعث في العراق ليولد من بعده حزب طائفي لا يختلف في طموحاته عمن سبقه سوى بالمسمى والولاء ليبقى العالم العربي ماسورا بحزب بعث اجرامي واحد حكم ارض الشام لاكثر من 5 عقود ليمهر فترات بقاءه بجريمة نكراء راح ضحيتها اكثر من 1500 مدني بريء جلهم من النساء والاطفال قتلوا بنفس السلاح الذي كنا نخشى ان يصيب بلادنا ومن نفس النظام الذي كنا نخشى أن يستخدمه ضدنا .
من قتلوا في الغوطة لم يكونوا بحاجة لخطبة تحذيرية من ناظر مدرسة كما لم يكونوا بحاجة لجمعهم في مسرح مدرسة مكسور النوافذ لحمايتهم فقد اخذوا على حين غرة قصفوا بالكيماوي من يد من تجرد من الانسانية فضلا عن صحيح المعتقد ليرتكبوا مجزرة لم يكن ليتصور احد انها ستحصل في عالم يدعي الحضارة وحفظ حقوق الانسان
هذا هو حزب البعث حزب اجرام وقتل ممنهج حزب تجرد من كل عرى المروءة ليهتك الاستار ويقتل الاطفال لا لشيء الا لحفظ كرسي مجرم لا يزال هناك من يدعمه ويؤيد من ابناء جلدتنا
فيا ترى ماذا لو كنا نحن الضحية وماذا لو كانت تلك الصور البشعة لتلك المجزرة هي صورا لاطفال كويتيين قتلو خلال فترة التسعينات او الحرب الاخيرة ..؟ ماذا لو كانت كل تلك الدموع التي ذرفت من قبل تلك الامهات الثكلى دموع لامهاتنا وهن يرين اطفالهن قد وماتوا اختناقا او حرقا
إن الله تعالى قد حفظ لنا بلادنا وأرجو ان يكون ذلك الحفظ بعد رحمته سبحانه بسبب صدقات وخيرات اهلها فلنحمد الله على عظيم منه بان لم يرينا تلك الفواجع ولنكن صفا واحدا في نصرة اخواننا فان البعث حزب واحد وان اختلفت اوطانه حزب جريمة منظمة ومجازر جماعية لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة وهذا ديدن من حالفه قال الله تعالى :' لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وألائك هم المعتدون '
محمد سعود البنوان
تعليقات