الانقلاب حول لون النيل إلى الدم الأحمر.. برأي سالم الشطي
زاوية الكتابكتب أغسطس 22, 2013, 1:05 ص 888 مشاهدات 0
الراي
فيض الخاطر / حين يصبح النيل أحمر
سالم الشطي
«لا تتم نكاية الأعداء إلا بخيانة الأصدقاء» -محمد عبده(1882م).
*
كان الفراعنة في العصر البائد يقدمون أجمل فتاة قرباناً للنيل حتى لا يفيض عليهم فيغرقهم بحسب اعتقادهم!
وبعد آلاف السنين يأتي اليوم ليتكرر ذلك ولكن ليس مع أجمل فتاة بل مع آلاف المصريين الذين تمسكوا بشرعيتهم! فقدموهم قرابين ليرضوا بعض دول الغرب والشرق!
ولكن النيل أبى إلا أن يفيض فسالت شوارع رابعة العدوية والنهضة والإسماعيلية وغيرها من مناطق مصر، سالت بالدماء التي لم يسلم منها حتى المساجد التي يُذكر فيها اسم الله كثيراً، وانقلب لون النيل إلى لون الدم الأحمر.
*
إن كان المنطق هو الديموقراطية، فقد مارَسها الشعب المصري ففازوا بالرئاسة بالأغلبية وفق انتخابات حرة ونزيهة.
وإن كان المنطق هو النزول بالشارع والحشد، فقط تنادوا واستنفروا وجمعوا جمعهم ورابطوا بالميادين بأعداد تفوق عدد معارضيهم، ولمدة استمرت لأكثر من شهر بنفس الهمة والجدية، والعدد.. الذي يزداد كل جمعة!
ولكنهم في الحقيقة لا يريدون الديموقراطية إذا أتت بالمحافظين إخواناً كانوا أو سلفيين أو من عامة المسلمين! ويكسرون قاعدة «رغبة الشعب» حين يكون الشعب بأغلبيته واقفا مع شرعيته ورئيسه المنتخب، فيواجهون ذلك بسيل الدماء والرصاص الحي والقناصة والدبابات!
إنهم لا يريدون ما يسمى بـ «الإسلاميين»، بل يريدون كل متدثر برداء الإسلام يكرر ما يقولونه، فإن كانوا غير ذلك سعوا إلى نفيهم من بلادهم إلى.. المجهول!
وقد أصبح واضحاً الآن أن من انقلب لم يكن يسعى إلى صلح، هم فرضوا شروط الانقلاب، ومن يرفضها يقمع!
*
إذا كان الأصل في المسائل الشرعية أن يفتي بها علماء أهل البلد، فلماذا نرى «التنظير» من طلاب علم صغار لبلد فيه علماء أجلاء؟!
ولماذا لم ينطقوا إلا بعد التدخل المزري في مصر ومحاولة التأثير في سياسة مصر والإعلاميين الفاسدين؟!
إنّ سكوت هؤلاء حين خرجوا على الرئيس الشرعي د. محمد مرسي وكأن الأمر لا يعنيهم، في مقابل زوبعتهم «الإفتائية» حين خرجت الأغلبية الشعبية ليُبَيّنوا رغبة الشعب الحقيقية في رئيسهم الشرعي ليدل على أن وراء الأكمة ما وراءها وأن كلماتهم لو كان فيها حق فإنها كلمة حق أريد بها باطل!
وربنا وربهم الله هو حسيبنا وحسيبهم.
*
برودكاست:
«لو كان الواجب في كلّ اختلاف يقع بين المسلمين الهربَ بلزوم المنازل وكسر السيوف لَمَا أُقيمَ حدٌّ ولا أُبطِلَ باطلٌ، ولَوَجَد أهل الفسوق سبيلاً إلى ارتكاب المحرمات من أخذ الأموال وسفك الدماء وسبي الحريم بأن يحاربوهم ويكفّ المسلمون أيديهم عنهم بأن يقولوا هذه «فتنةٌ» وقد نُهينا عن القتال فيها! وهذا مخالف للأمر بالأخذ على أيدي السفهاء» - ابن حجر رحمه الله في فتح الباري.
تعليقات