'الحول' و'الترف' القيادي وراء تدني آداء القطاعين العام والخاص.. بنظر العازمي

زاوية الكتاب

كتب 687 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  'الحول' و'الترف' القيادي...!

د. تركي العازمي

 

تعلمنا خلال فترة تجميع المعلومات والمقابلات الخاصة برسالة الدكتوراه منذ سنوات مضت أن القيادة ليست بمنصب كما يطلق عليه الغرب «Leadership is not a position» بمعنى أنك قد تجد الصفات القيادية في شخص ما معزول في مكتب لا يعيره قيادي المؤسسة الاهتمام المطلوب لكنه يبقى قياديا مع وقف التنفيذ وفترة العزل تكسبه حالة يطلق عليها Reflective mind-set أي حالة مراجعة للذات يجب أن يخرج بعدها إلى الوضع الأفضل إن قدر الله له ذلك والسعي مطلوب!
في الكويت... فقط في الكويت زاد اليقين لدي بأننا نعاني من ظاهرتي «الحول» والترف القيادي وهما سبب تدني مستوى الأداء ومناخ العمل لدى مؤسسات الدولة العامة منها والخاصة!
فـــــ «الحول» مرض يصيب العينين وهو «حالة تجعل العينين غير متوازيتين وغير متعاونتين عند الحركة في الاتجاهات المختلفة»، وقياديا تجد عيون أصحاب القرار معظمها مصابة بهذا الداء شفاهم الله وعافاهم منه فهم لا يرون ما يراه العموم وبالتالي فإن أي قرار علاجي يصدر من القيادي لا يحسن من حالة الخدمات وخلافه من القضايا بما فيها الممارسة السياسية حسب تطلعات واستنتاجات العامة الفئة الأكبر والمنسية!
أما «الترف» القيادي فهو يختلف عن «الحول» كون الترف لا علاج له لارتباطه بعوامل نفسية يرى فيها المصاب بأنه خارج نطاق المحاسبة وهو الأحق بالمنصب القيادي ولهذا تجد بعض الأسماء تتكرر أسماؤها الأخيرة وتبدو المناصب القيادية وكأنها محتكرة حتى وإن قيل عن حيادية الاختيار أكثر مما قاله مالك في الخمر!
وهنا نتذكر قول المولى عز شأنه للاستدلال والتأكيد على خطورة «الترف القيادي»: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا)!
مما تقدم، يحق لنا الربط بين المستوى القيادي سياسيا، اجتماعيا، ومهنيا.... لا سيما بعد خروج تصريحات من الجانبين (قياديي الجهاز التنفيذي بمن فيهم الوزراء وقياديي الشعب من نواب وغيرهم»... فإلى الآن نحن نبحث عن الأولويات، إلى الآن ونحن نعاني من المحاصصة، إلى الآن ونحن نعيش صراع الأقطاب والخاسر هو المجتمع: فما هو الحل؟
أعتقد والله الأعلم بما تكنه الأنفس، إن الحل فقط لدى الحكماء. فقط الحكماء المطلعون على خفايا الأمور فهم من يستطيع الوقوف وقفة رجل واحد تجاه السير وفق استراتيجيتي «الحول» و«الترف» القيادي ليعلنوا عن ميثاق جديد يصلح ما أفسده ويفسده حاليا القائمون على اختيار قياديي القطاعين العام والخاص!
أنت عندما تختار قياديا صالح الرؤية، غير مترف، قياديا يتقبل وجهات النظر الاخرى، ستغرس الشجرة الصالحة في البيئة القيادية الفاسدة بعيدا عن نظرية «هذا نحبه ولدنا» و«هذا موصى عليه»... فمعظم البلاء سببه الاستشارات والتوصيات الخاطئة!
قد يكون مؤلما الأمر لخروجه عن العرف المألوف، لكن قد قيل من قبل « قد فاز باللذات من كان جسورا».. فلتكن لدينا الشجاعة بالاعتراف بالأخطاء التي توارثنا تراكماتها منذ عقود لنستطيع بناء جيل يحترم الكفاءات ويزيح الستار عن الكفاءات المنسية ليطلع على رؤيتها الثاقبة الحكماء العقلاء ومن هنا تكون البداية... والله المستعان! 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك