عن التغريدات الدموية.. يكتب علي البغلي
زاوية الكتابكتب أغسطس 22, 2013, 12:43 ص 682 مشاهدات 0
القبس
جرة قلم / سذاجة مغردين.. دموية مغردين!
علي أحمد البغلي
أقام جماعة «التويتر» في الكويت الدنيا ولم يقعدوها عن محاكمة مجموعة من ناشطيهم، ارتكبوا جرائم مساس بالذات الاميرية.. وشككوا في الدليل المأخوذ من «تويتر».. ولهؤلاء الذين لا يفهمون من وسائل الاتصال الاجتماعي الجديدة الا قشورها، مثل شأننا كلنا مع كل وسائل التحضر والراحة، التي استوردناها من الغرب وأسأنا استعمال كثير منها، مع ان لا فضل يذكر لنا في اختراعها وتطويرها، مثل التلفاز والاذاعة والهاتف والميكروفون وغيرها الكثير... لهؤلاء نسوق لكم حوادث ومواقف معبرة من الغرب الذي «استنبط وبحث وطور واخترع وسائل التواصل» اللي سويتوا نفسكم كأنكم اخترعتوها او انها اخترعت عشانكم، او انكم خرجتم من بطون امهاتكم وانتم تتراسلون عن طريقها!
***
في الولايات المتحدة في سابقة هي الاولى من نوعها، قال محام اميركي انه اصبح الان باستطاعة المحاكم استخدام التعليقات التي تأتي على وسائل الاتصال الاجتماعي كأدلة في القضايا الجنائية، بعد اتهام مراهق اميركي بالقتل بسبب «تغريدات» له على «تويتر»! كودي هول ذو الـ 18 ربيعا متهم بالقتل غير العمد، بعد ان صدم سيدة تقود دراجة بسيارته وتسبب بوفاتها، وقد تم العثور بعد ذلك على تغريدات كتبها قبل شهر من الحادث على حسابه في «تويتر» يفتخر فيها بالسرعة التي يقود بها بالقول «عش بسرعة ومت شابا»، وايضا «انضم الى سباق مميت».. مما جعل المدعين في ولاية كاليفورنيا يوجهون له تهمة القتل، والغاء الكفالة التي سبق ان قررت او حكم بها عليه.
في بريطانيا وفي السياق نفسه، قال محام بريطاني يدعى مارك ماكدونالد لصحيفة «مترو» ان: جمع الادلة من وسائل التواصل الاجتماعي، كما حصل في قضية المراهق الاميركي هول اصبح يستخدم بشكل متزايد في بريطانيا.. واضاف في قول: نرجو من مغردينا الاعزاء التمعن به. قد يظن البعض (بسذاجة) ان ما يكتبونه على وسائل التواصل الاجتماعي لن يستخدم ضدهم، لكنهم مخطئون في ذلك، فأجهزة المدعي العام والشرطة، اصبحت تستخدم هذه التغريدات كأداة لجمع الادلة، كأن يطلب من امرأة مغتصبة ان تراسل من اعتدى عليها بان تقول له مثلا: لماذا فعلت بي؟ لتستخدم أي اجابات يدلي بها المتهم بالقضية ضده. (جريدة الشرق الاوسط 2013/8/20).
***
في الكويت صلّ على النبي، لن نكتب عن تصريحات وتويترات المراهقين والمراهقات، بل سنستعرض ما ورد في وسائل اتصال بعض شيوخ التكفير والغلو والتزمت، من دون ان يحرك احد ساكنا في مواجهتهم، مع انهم يظهرون لنا في اجهزة الاعلام الرسمية والمساجد ومعاهد التعليم كواعظين ومدرسين، بالرغم من ان عظاتهم وتدريسهم يمتلئان بالغلو واثارة الكراهية والتحريض.
التغريدة الاولى لإمام مسجد موقوف عن العمل افتخر بنحر عائلة في بلد شقيق، وتمنى ان ينحر من الوريد للوريد عشرة من الطائفة نفسها، الجزار البشري «غرد» او بالاحرى «نعق» امس الاول قائلا: اذا كان الشعب المصري مخيرا بين ان يعيش تسعون مليونا تحت الظلم والعبودية والفجور، او ان يقتل مليون ليحيا الباقي فإن العقل والشرع يأمران بالثاني!
اما الكهل الثاني الذي يتمظهر بالوسطية والاعتدال، وقد اسقطت الاحداث الاخيرة في الكويت والمنطقة ذلك القناع عنه فقد «غرد» ناعقا بالقول: «اذا امر الجندي بإطلاق النار على المعتصمين وجب العصيان، اذ لا طاعة في معصية الله وجزاه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه».. «السيسي واعوانه والرئيس المعين لقد أسلتم دم الشعب المسلم، فلن يستقر لكم بعد الدم قرار ابدا حتى تولوا بأي طريق».
هذا غيض من فيض مما يتحفنا به من في قلوبهم مرض من دون خوف من عقاب دنيوي، مع ان عذابهم في الاخرة الخذلان والخسارة عن التحريض على اراقة دم المسلم على يد اخيه المسلم بتلك التغريدات الدموية!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تعليقات