لوحة الفسيفساء

زاوية الكتاب

كتب 1249 مشاهدات 0

ارشيفية

واقعنا العربي الذي يصعب على الجميع ان يتبين شكله النهائي بعد ثورات الربيع العربي أشبه ما يكون بلوحة من الفسيفساء و لكي ندرك او نقرب الصورة الحقيقية له يجب ان توضع كل قطعة من قطع الفسيفساء في مكانها الصحيح حتى الأربعة أضلاع ( اطار اللوحة ) علينا وضع كل ضلع في مكانه لتكتمل الرؤية ان ما يحدث في مصر الآن لهو خير مثال على ذلك فجهلنا بطبيعة و تكوين تلك اللوحة جعل الكثيرين يخطئون التقدير لقد كانت هناك علامات استفهام تنفجر برأس أي متابع للاحداث من غرابة المواقف و التناقضات فقطعه مهمه من قطع الفسيفساء و هي الاعلام كانت اكبر علامة استفهام فقد راينا اعلاما يبكي و ينوح على حرية التعبير اثناء حكم مرسي و ذلك الاعلام الذي تباكى على سحل حماده هو نفسه من صفق لقتل المعتصمين في رابعة ذلك الاعلام الذي انتفض للفنانه الهام شاهين هو نفسه الذي تغاضى عن تصريحات حلمي النمنم الاعلام الذى تباكى على حرق كنيسه و نحن بالقطع ضد اي عنف و لكنه هو من سكت عن حرق المساجد و حرق من مات في احداث فض الاعتصام فتلك القطعه كانت اكبرها ولكن ليس اهمها و اهمها هي القطعة التي كانت تحمل ملامح بطل القصة و هو النظام نفسه ترى هل سقط النظام بمصر مع ثورة 25 يناير ؟ ان الاحداث اكدت عكس ذلك فمحافظ القاهرة الآن حزب وطني و حركة المحافظين ككل جاءت بلواءات شرطه و محسوبين على الحزب الوطني كما كان بالعهد البائد ومن كان بالسجون عاد اليها و اختزلت الثورة بالاخوان ليسهل القضاء عليها تلك القطعة ذات الزوايا المتعدده هي اهم قطعه لو وضعت بمنتصف اللوحه مكانها الطبيعي لظهر جليا دور نظام غطته اتربه و لكن لم تغرب شمسه بل عاد اكثر بريقا مع قوة عسكرية ظننا انها محايده و لكن اتضح انها مركز تلك القطعة بل و مركز اللوحه و هناك قطع اخرى تقل اهميتها حتى تصبح مجرد خلفية في اطراف اللوحه ككيان مثل جبهة الانقاذ الذي اتضح انه كيان هلامي و كيان كتمرد اتضح انه مجرد ظلال للقطعة الاصلية و مركزها وحتى شخصيات سياسية كنا نعتقد ان لها تاثير و لكن خروجها من بؤرة الاهتمام لم يغير شيئ .
و بقى الاطار ( الاضلاع الاربعة ) الضلع الاول الهوية و بدأ صراعها مبكرا في مصر و تونس و المجال لسرد صراع الهوية لا يتسع له المقام و لكن يلمسه القاصي و الداني و استشهد فقط بكلمات حلمي النمنم بلجنة تعديل الدستور ان مصر علمانية بالفطره ردا على صيحات المتظاهرين اسلامية اسلامية و الضلع الثاني القومية الذي لا يختلف عليه احد و لكن الخلاف على اولويته اما الضلع الثالث المصالح فاصبح الاعتراف بأي كيان يعتمد على مصلحتي بهذا الاعتراف و الا لماذا انقسم المصريون بل و العرب و العالم على ما يحدث ببساطه الكل نظر الى مصلحته قبل ان ينظر لمصلحة هذا الشعب المسكين و نأتي للضلع الرابع و الاخير الضلع و الضلوع العربي فالقاسم المشترك بالمعاناه ان من يعاني دول عربية و من يزكي آلام المعاناه للاسف اطراف دولية كأطراف ثانوية و اطراف عربية كلاعب رئيسي و الغريب ان ذلك الضلع الاخير يصب في خانة المصالح ايضا و ما تباين مواقف الدول العربية الا دليلا على ذلك فمن ايد عزل مرسي فقط من كان لهم المصلحة في عزله و من وقف ضد عزله هم فقط من كانت مصلحتهم في بقاءه و يبقى المصريون انفسهم اصحاب الصورة هم الضحايا و لن اذكر دولا بعينها فهذا لا يخفى على أحد و لكني أناشد الجميع كفوا ايديكم عن مصر كفوا ايديكم عن اختكم الكبرى التي اكتوت بنار الحرب و انتم آمنون و اكتوت بنار الفقر و انتم منعمون كفوا ايديكم عن من اذا قامت حملتكم و انتم لها ناكرون لا تنظروا لمصلحتكم فمصلحتها سترفعكم التي ان جاعت او مرضت او انتهت من بعدها كيف تأمنون مصر التي لأول مرة بتاريخها يقتل جيشها شعبها مصر التي لأول مرة يتسول لها احد و يعلن عن تسوله لها بوسائل الاعلام ان ما يحدث و صمة عار في جبين الجميع ولا استثني احد جميع اطياف الغالية مصر و كل أضلاع اللوحة التي اكتمل رسمها و تجميعها فنتج عنها اطارا مهلهلا و رجلا عجوزا يعاني سكرات الموت فلا تدعوها تموت و كفوا ايديكم عنها لا تساعدوها فهي قادرة على القيام و لكن لا تضعوا امامها العثرات.

بقلم رضا رفعت البراوي

الآن: رأي- رضا رفعت البراوي

تعليقات

اكتب تعليقك