عن التعارض الخليجي في مصر.. يكتب ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب أغسطس 21, 2013, 1:12 ص 1020 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / التعارض الخليجي في مصر
ناصر المطيري
مع بداية أحداث الربيع العربي التي صعدت بالقوى الاسلامية «الاخوانية» الى السلطة في تونس ومصر وليبيا كانت كلمة السر وراء هذا الصعود والدعم هي دولة قطر، وهذا لم يكن ولم يعد سراً، حيث ضخت قطر ملياراتها من صناديقها السيادية لمساندة ثورات الربيع العربي وسخرت اعلام «الجزيرة» لتحريك الشارع فامتطت صهوة الجياد الاسلامية لتحقيق التقدم في سباق الزعامة الاقليمية، وقد تحقق لها مارمت اليه مؤقتاً.
هذا الدور القطري كان «عزفا منفرداً» لم تطرب له دول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة لقطر، فالاستراتيجية السياسية لقطر وفي سبيل تحقيق هدفها جعلت من «الاخوان المسلمين»، في كل مكان، ورقة «الجوكر» لتعزيز طموحها ونفوذها الاقليميين، وكانت مصر المركز ورأس الحربة لهذا الهدف، لكن هذه الاستراتيجية خلقت لقطر نفورا سياسيا وربما خصومات في محيطها الاقليمي وفي داخل بيتها الخليجي، فأخذت دول الخليج تتعامل مع قطر بحذر، ويكيل لها الخليجيون عبر اعلامهم وبعض كتاب الصحافة الاتهامات المختلفة. ولم يشفع للدوحة «وجزيرتها الاعلامية» غض النظر عن أحداث البحرين من أجل حماية البيت الخليجي، وكل ذلك بسبب دعمها لجماعة الاخوان المسلمين التي تعتبر أخطر من ايران على الامن الخليجي حسب ما تراه بعض دول مجلس التعاون.
لم يمكث «الحلم القطري» طويلا، فتحركت رمال السياسة وتغيرت بوصلة المصالح الدولية، وتداخلت الاجندات الاقليمية، وتغيرت القيادة العليا في قطر، وأطيح بالرئيس مرسي ببيان عسكري قال انه جاء استجابة لنداء ميدان التحرير.. بعد كل هذا بقيت منظومة مجلس التعاون الخليجي تتعامل مع الحدث المصري الراهن بخطوط متعارضة سياسيا واعلاميا بما يعكس حالة «أزمة صامتة» بين بعض دول مجلس التعاون.
أربع عواصم خليجية كشفت عن توحد في الخطاب السياسي تجاه مصر بعد 30 يونيو وقدمت الدعم السخي لها، وهي الرياض وأبوظبي والكويت والمنامة، فيما أخذت مسقط جانب التحفظ والحياد، أما الدوحة فبقيت على موقفها المدافع عن حكم الاخوان المسلمين ولو زعل الاخوان الخليجيون.
هذا التعارض في سياسات دول مجلس التعاون الخليجي الخارجية ليس جديداً، فالامر ذاته ينطبق على العلاقة الخليجية مع ايران فهي ليست سياسة موحدة بل تحكمها العلاقة الثنائية بين ايران وكل دولة خليجية على حدة، حيث تتباين هذه العلاقة من الخصومة الى الودية الى القوية والمتينة.
بعد انتهاء الازمة المصرية وما سيترتب عليها من تداعيات اقليمية، التساؤلات ستكون مطروحة وبقوة عن مستقبل ومصير منظومة مجلس التعاون الخليجية التي أصبحت تتعاطى مع المحيط الدولي والاقليمي بسياسات متعارضة بل متنافرة أحياناً، وقد تزيد منها تصاعد أحداث أخرى قادمة في سورية وتونس، أو أي تصعيد على الضفة الاخرى من الخليج، ومع التغيرات الجارية لخريطة المصالح الدولية في المنطقة.
تعليقات