الإدارة السيئة في الكويت هي سبب التخلف.. برأي ناجي الزيد
زاوية الكتابكتب أغسطس 17, 2013, 12:42 ص 863 مشاهدات 0
القبس
الله بالخير والنور / الكويت تستحق
د. ناجي سعود الزيد
عندما أراد رئيس وزراء النرويج أن يتعرف على مشاكل المواطنين النرويجيين وهمومهم، وهم الذين يتمتعون بأفضل الضمانات الاجتماعية والأكثر تقدماً في التعليم والخدمات الصحية والاجتماعية، كما أن الأمن مستتب جداً والمشاكل قليلة، إن وجدت. ولكن أبى رئيس الوزراء على نفسه أن يكون مطمئناً لهذا الاستقرار، وأصرّ على أن يعمل كسائق تاكسي لفترة يوم كامل، مما يعطيه الفرصة للكلام والحديث مع الركاب على اختلاف مشاربهم بغية التعرف على المشاكل والهموم لعموم المواطنين.
إذا كانت النرويج تلك الدولة المسالمة الهادئة والتي توفر جميع الخدمات دون مقابل، ودخل الفرد وضمانه الاجتماعي من أفضل المستويات على مستوى العالم، أبى رئيس وزراء النرويج إلا أن يتعرف مباشرة عما يدور بخاطر المواطن، فما بالنا نحن لا أحد يشعر بهمومنا وعلى رأسها الأمن والأمان؟!
في الكويت لا نريد من سمو رئيس الوزراء أن يقود سيارة أجرة، فقليلاً ما يجد الكويتي الحاجة إلى استخدام خدمات تاكسي، ولكن نتمنى أن يجوب شوارع الكويت، فليدخل إلى شوارع فرعية في خيطان أو الفروانية أو حولي أو الجابرية أو أي منطقة أخرى ليرى الحفر والمطبات ومخلفات البناء والأوساخ الملقاة على الطرق.
عله يذهب إلى العيادة الخارجية في مستشفى العظام ويشوف بعينه الذبحة على أبواب العيادات من 7 صباحاً والخنقات والمدازز والواسطات وغيرها من المشاكل.
فليحاول أن يجد غرفة خاصة في أي مستشفى دون واسطة أو موعد لأشعة تخصصية قبل ستة أسابيع.
ليته يذهب متنكراً لإنجاز أي معاملة في «الشؤون» أو «الداخلية» أو «البلدية» أو «العدل» أو أي وزارة أو مؤسسة أخرى، ليرى بأم عينه كم هي متخلفة نظمنا الإدارية، وكم من الوقت يضيع للحصول على توقيع لا يكلف حال من بصمه حتى قراءة المعاملة.
وأبسطها أن يتنكر ويمر على مواقف أي موقع لجامعة الكويت ويحاول أن يجد موقفاً لسيارته، وإن تجاوز القانون ووقف خطأ، فسيجد مخالفته جاهزة.
كل هذه الأمور تحدث في الكويت لغياب الإدارة الحديثة الجادة والقانون المفعّل وليس لغياب ميزانيات أكبر، الإدارة السيئة في الكويت هي سبب التخلف وهي سبب المشاكل وهي سبب التسيب الوظيفي وهي السبب الرئيسي في تخلف البلد في جميع النواحي.
لا نريد من سمو رئيس الوزراء أن يكون سائق تاكسي كرئيس الحكومة النرويجية، بل القصد من ذكر هذا المثل هو أن يشعر أحد ذو مسؤولية بالداء الذي تعاني منه هذه الدولة المسكينة. مشاكلنا لن تحل إلا بقيادات إدارية سنعة ومتقدمة تعمل على طرح الحلول لتسهيل الخدمات وتشرف على الصيانة في جميع النواحي وجميع المراكز وتضع مصلحة الكويت والكويتي قبل مصالحهم.
فهل هذا كثير علينا كمواطنين وعلى بلدنا الحبيب أن تكون مطالبنا السهلة والقليلة الكلفة هي فقط أن نحصل على نظام إداري متطور ومتقدم وقابل للتطبيق دون تعقيد ودون واسطة ودون فساد؟!
علنا بذلك نعيد إلى الكويت الحبيبة سمعتها، ومستواها الذي «كان» مثلاً يحتذى.
تعليقات