أصبحنا وطن بلا مواطنين.. هذا ما يراه جوهر حيات

زاوية الكتاب

كتب 765 مشاهدات 0


الراي

سوالف  /  وطن بلا مواطنين

محمد جوهر حيات

 

تجتهد الأمم المتحضرة بتنمية البشر قبل الحجر لإيمانها المطلق بأن المورد البشري المتمثل بمواطنيها هو أهم وأثمن مواردها فهو المورد الأساسي والأوّلي في البناء والإعمار والنهضة والتنمية والتقدم والتحضر، فلا ينهض وطن إلا بنهضة سواعد مواطنيه، ولا ينهض المورد البشري في الأوطان دون تثبيت مبدأ تكافؤ الفرص بين مواطنيه بلا تمييز عرقي ومذهبي وتسخير مبدأ البقاء للأفضل وفق المعايير العلمية والعملية والإنتاجية الداعمة للتقدم والنهضة والتطور.
وإن لم تتوافر هذه المبادئ في الأوطان سيصبح التراجع والتخلف والضياع من نصيبها لا محالة رغم توافر كافة الموارد الثانوية من مال وموقع جغرافي وثروات طبيعية! بعد تفشي الإحباط لدى المواطنين وتصبح البلاد مُقسمة لفئة معينة، وتُـدار مؤسساتها من قبل أفراد نتاج المحسوبيات والترضيات العرقية والمذهبية بعيدة كل البعد عن الكفاءة والإنتاجية والقدرات العلمية والعملية والتخصصية!
وهذا ماعشناه سابقاً وسنعيشه حالياً ولاحقاً في موطننا بعد أن أصبحت المناصب في مؤسسات الدولة مُسخرة لبعض أبناء الأسرة وأقارب النائب الموالي والمعارض ومعالي الوزير و(الوزيرة)، فقد سُحق مبدأ تكافؤ الفرص بين المواطنين ودُهس مبدأ التخصص والأفضلية وأصبحت مؤسسات الدولة ما هي إلا استراحة لهم ولمزاجهم ولاعزاء للقانون وقيم الدستور من عدالة اجتماعية ومساواة، فاندثرت الدولة واندثر معها مفهوم المواطنة، وتُزيّـنت مفاهيم القبيلة والعائلة والطائفة، وطغى الولاء العرقي والمذهبي والمناطقي، وأصبح ينخر في عقل المواطن الذي لم يستشعر بأمان القانون لضمان حقه ولتحقيق طموحه في بناء بلده وأصبح يرتمي بأحضان هذه المفاهيم البدائية وازدادت به الفزعة الرجعية وبدأ التباعد بينه وبين الدولة ومؤسساتها ونظامها، وأصبح أسير القبيلة والعائلة والطائفة تحت إمرة الانتهازيين منها في ممارسة حقه الانتخابي، وأُجبر على (التقوقع) في تلك البوتقة الضيقة لعدم إيمانه بحصوله على حقوقه إلا عبر التعصب الاجتماعي والديني والمذهبي. الخاسر في نهاية المطاف (وطن) أُشعلت به نيران الطائفية والقبلية والعائلية والعرقية والتمييز ما يجر هذا الوطن إلى التخلف والتراجع وانتشار مظاهر عدم الرضا بين مواطنيه ليصبح الوطن ساحة تقتل بها المواهب والإبداعات بكافة مجالاتها، وسيكون وطنا لتناحر أعراقه ومذاهبه ومكوناته تحت اسم حرية الرأي والتعبير والديموقراطية العرجاء المنقوصة، حتى نصبح أمة تعيش لتأكل وتأكل لتعيش لا يتخذ مواطنوها موقفاً في حياتهم إلا وكان وفق مقاسات ثوب ثقافة التعصب العرقي والتمييز المذهبي ونصبح بنهاية المطاف (وطن بلا مواطنين)!
*
نقطة خارجية!
واضح أن الربيع العربي كشف لنا حقيقة مُعتقة في أوطاننا تنطلق من سؤال يعجز الجميع عن إجابته وهو :كيف لشعوبنا أن تحزن لقتل شعوب في أرض وبالوقت نفسه تفرح لقتل شعوب في أرض أخرى؟!
*
• مشاركة عزاء...
نُعزي (الإنسانية) و(الكويت) بوفاة رجل الخير العم الدكتور عبدالرحمن السميط، اللهم ارحمه بواسع رحمتك ونور قبره واجعل الجنة داره والملائكة زواره...

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك