'مشبوه'.. علي البغلي واصفاُ طرح إنشاء مجالس طائفية في الكويت
زاوية الكتابكتب أغسطس 7, 2013, 10:58 م 1363 مشاهدات 0
القبس
جرة قلم / ليس لدينا هويات متميزة.. ولا نحتاج إلى خلق أعداء
علي أحمد البغلي
في الكويت نحن كسنة وشيعة ما يجمعنا هو عقيدة التوحيد، وبأننا أمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، فليس هناك هوية تميز السني عن الشيعي، وليس هناك هوية تميز الشيعي عن السني، ونحمد الله أننا منذ الاستقلال ابتعدنا عن الفرز الطائفي الرسمي، أو الفرز على الهوية كما نراه في دول أخرى.
ويقول الكاتب حمود حمود في جريدة الحياة 4 - أغسطس 2013 في مقاله الشيق «في صناعة الآخر: من هو السني؟ ومن هو الشيعي؟»: لطالما يثبت الطائفي حاجته إلى اللون لكي يميز نفسه به، وبمجرد فقدان اللون فإن ذلك يعني فقدان الطائفي لانتمائه الوجودي، فكل من السني والشيعي بحاجة إلى الآخر لإثبات وجوده أولاً، ولخلق عدو له ثانياً... وهذا الفكر الطائفي المخيالي هو «العدو».. ذلك في الواقع أن معظم الطوائف الدينية لا تستطيع العيش والاستمرار كطوائف من دون وجود «أعداء».. وهذه الحال كما تنطبق على الطوائف الدينية، تنطبق، أيضاً، على الأفكار والأيديولوجيات التي تنضوي تحت خانة الفكر القومي العربي (ضد الاستعمار) أو التوتاليتاري الشيوعية (ضد الرأسمالية)... إلخ. والعدو في مثل هذه الأنماط إن لم يكن له وجود واقعي، يجب أن يخلق كما أظهر التاريخ الإسلامي، غالباً ما تترجم الصور السنية والشيعية إلى حروب بين الطرفين في أوقات الأزمات، حيث يستفيد كل منهما مكامن وقوى الذاكرة الأسطورية ليستخدمها سلاحاً في وجه الطرف الآخر (صدام حسين والخميني مثالان صارخان على تلك الحالة).
***
لذلك ولأسباب كثيرة استغربنا دعوة مشبوهة للفرز الطائفي في مجتمعنا الصغير، الذي لم يشهد هذا الفرز منذ بداية الاستيطان في الكويت من مختلف الطوائف والفئات، ومنذ تأسيس الدولة الحديثة، فالدول التي تبنت مثل ذلك الفرز الطائفي هي دول فشلت وما زالت فاشلة على أكثر من صعيد، ولا نحتاج أن نضرب أمثلة على ذلك، فلبنان دولة تبنى دستورها مثل ذلك الطرح، وهي دولة أزمات بامتياز، فلا الطوائف تفاهمت، ولا حصل لها استقرار وازدهار ولا نالت طوائفها العدالة بسبب فرزها، ولكننا نرى طغيان طوائف على أخرى بسبب قوة طائفة وضعف أخرى! شاهدنا ذلك باستقواء المسيحيين ضد المسلمين في السابق، لقوة المسيحيين وضعف المسلمين، وما نشاهده الآن باستقواء حزب الله على الدولة وباقي الطوائف، لقوة حزب الله وضعف الدولة وضعف الطوائف الأخرى، فهل نريد، لا سمح الله، تكراراً لهذه الحالة والفرز الطائفي المقيت؟!
نحن ليس لدينا هويات متميزة ولا نحتاج الى خلق أعداء، فنحن نرفض جملة وتفصيلاً الطرح المشبوه لإنشاء مجالس طائفية في الكويت، التي لا تحتاج إلى مثل تلك المجالس، مثل احتياجها إلى زيادة اللحمة والتكاتف تحت راية دين واحد ووطن واحد.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تعليقات