حكومة خيبة الأمل؟!.. بقلم محمد المقاطع

زاوية الكتاب

كتب 1360 مشاهدات 0


القبس

الديوانية  /  حكومة خيبة الأمل

أ.د محمد عبد المحسن المقاطع

 

استبشر الناس خيراً بمجلس للأمة فيه نكهة للتفاؤل، كونه انتقالياً للتغيير المستقبلي، رغم وجود ملاحظات على بعض مكوناته المثيرة للجدل، وربما الشبهات، وقد كانوا يعتبرون أن التشكيل الحكومي سيعطي رسالة مهمة: إلى أين يتجه البلد؟ لخيار الإصلاح والتغيير الإيجابي وبث الأمل، أو الفساد ومنهج هدم مقومات الدولة؟ وبعد إعلان التشكيل الحكومي، فإنني أصف الحال بأنه «حكومة خيبة الأمل».

فقد أبقت الوزارة على أعضائها بدءاً من رئيسها، مروراً ببقية الوزراء، وقد كنت أتمنى اعتذار رئيس الوزراء الحالي ليسمح لدماء جديدة بدلاً من أن يصبح لديه 5 نواب لرئيس الوزراء، أو تغيير أربعة وزراء فيها، وزادت فيها حقائب وزراء من الأسرة، لتصبح 7 بدلاً من 6، استجابة لتوازنات آخرها اعتماد الكفاءة والاحتكار المستمر لوزارات السيادة، ودخلها وجه شعبي واحد، توزيره لم يكن خياراً بقدر ما هو إلزام دستوري أن يكون تشكيل الحكومة من أعضاء المجلس، وهو الوحيد المحقق لهذا الشرط.

وعليه، فإن المنهجية التقليدية والسائدة بالتوزير هي التي رجحت، فصارت مكونات الوزارة في حقيقتها وزراء يحسنون عمل وكلاء الوزارات، كل في وزارته، ولن تتجاوز إسهاماتهم أساساً حدود وزاراتهم. لذا، فإسهامهم في السياسات العامة ونهوضهم بالدور المسند لمؤسسة مجلس الوزراء المقرر في المادة 123 من الدستور سيكون محدوداً أو ربما غائباً، فيصير رسم سياسة الدولة وتوجيهها محصوراً بيد شخص رئيس الوزراء، وهي مهمة لن يتمكن من إنجازها، لكونها أضخم من أن ينهض بها شخص، فعمل المؤسسات لا ينجزه الأشخاص، والسوابق الماضية تؤكد عدم إمكانه القيام بذلك، فالشعارات والتمنيات لا تنفع إلا نشيداً وطنياً إن لم تنعكس بسياسات فعلية وعملية على الأرض، فالبلد بحاجة إلى سياسات لمكافحة الفساد فعلياً، وفرض قيم النزاهة بالمناصب العامة، وأخرى لإعلان برنامج سياسي لإعادة الثقة بأداء الحكومة والبرلمان بمواعيد زمنية منضبطة وقضايا محددة، وثالثة لمعالجة كرة الثلج المتضخمة والغلاء الفاحش للعقارات وأزمة الإسكان والبطالة المقنّعة وأزمة التعيينات، وترهل التعليم الحكومي وضعف مخرجاته، وغرس قيم المواطنة والولاء في الحفاظ على ثروات الوطن وعدم هدر موارده، ووقف سياسة العطايا وتوزيع الهبات والعلاج السياحي بالخارج، فكل هذه سياسات بحاجة إلى حكومة غير تقليدية. تقود البلد ومرحلته المقبلة.

فالناس في خيبة أمل، ويبدو أنكم لا تستشعرون ذلك.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك