ثم أعطيت الكلمة السرية لاجتياز الحدود الدولية مع الكويت
عربي و دوليأغسطس 2, 2013, 12:15 ص 16735 مشاهدات 0
لا أعرف كيف نمت ساعتين كاملتين باطمئنان،وحين استيقظت عند الساعة الواحدة من صباح يوم 2/8/1990م توضأت وصليت صلاة التوكل.... وفي 3:30 أعطيت الكلمة السرية للشروع بالتحرك نحو الحدود الدولية، فتم اجتيازها عند الساعة 4:00 صباحا......وبالرغم من ضوضاء محركات دروعنا الهادرة، والغبار المتصاعد الذي شكل خطا سميكا وطويلا في السماء الصافية،كنا نشعر بصمت رهيب،حيث لم نلتقط أية إشارة على الاجهزة اللاسلكية ذات التردد العالي .....وما أن شارفت الساعة على 5:30 ونحن نسير بسرعة 30كلم/س حتى بدأ فجر ذلك اليوم ينشر ضيائه الخافت من اتجاه الشرق، حيث تلألأت مصابيح منطقة الروضتين من بعيد. وفي 6:00 وحال وصولنا وادي اللياح فتحت نيران كثيفة من اتجاه الشرق مع اصابة إحدى الدبابات الأمامية بصاروخ فاشتعلت النيران فيها.ورصدت مايقرب جحفل كويتي (الجحفل لواء من أسلحة مختلفة أقوى من اللواء العادي ) وهو بالتأكيد من وحدات لواء المشاة الآلي 6 الكويتي. وهناك جرت معركة سريعة وأجبرت القوات المقاومة على ترك مواضعها .
الطاغية يخطب في جنوده بعد احتلال الكويت
كانت الساعة تشير الى 6:40 وقد أكملنا اجتياز مضيق المطلاع،عندها أوعزت الى إحدى عجلات القتال المدرعة بتدمير منطاد المطلاع الابيض الكبير لكنه لم ينفجر فتركت امر تدميره لغيرنا . قدت القسم الاكبر من القوات على الطريق الدائري السادس ثم اجتزنا طرف محافظة الجهراء فهالني شدة ارتباك المواطنين الكويتيين على الطريق.وازدحم الطريق بالسيارات المدنية،وكانت الدهشة والرعب يعتريان وجوه ركابها المدنيين، وقد حاولنا جاهدين بعث الطمأنينة في نفوسهم وإيقاف السيل إلا ان الارتباك كان عظيما. وكنت أخشى ان تصطدم بعض دروعنا بتلك العجلات المدنية، وكنت أترك في كل تقاطع كبير فصيل مشاة آلي للسيطرة علية إلا أن مفارق الطرق الرئيسية كانت كثيرة،
الجيش الشعبي العراقي بالكويت
وكانت مفاجأتي كبيرة لكبر حجم هذه العاصمة الكبيرة. وقد بذل ضابط الركن المرافق لي مع زمرة من الجنود جهود كبيرة للحد من حالة الرعب هذه،والسيطرة على المدنيين الذين ازداد تواجدهم نظرا لان ذلك اليوم كان يوم الخميس.... إلا أنني لم أتمكن من إمعان النظر في وجوه الكويتيين من شدة الخجل لما نفعله بهم رغما عن رغباتنا، وخاصة في وجه تلك المرأة المفزوعة من رؤية دبابتنا وهي تضم أولادها الى صدرها. في الساعة الثامنة والنصف كان تداخلنا مع أرتال السيارات المزدحمة قد بلغ حد لا يوصف... وعلى يسارنا كان يقع حي الفردوس السكني وكان يوجد الى جانبنا احد المصارف وقد تدافع الناس إليه في جمهرة كبيرة لسحب الاموال. .... وبعد قليل وصلت العجلات المدرعة وكان فيها مقدم اللواء مع عجلة القيادة للمدفعية وكان حجمها الكبير يثير الرعب فانفتح الطريق تلقائيا أمامنا وانطلقنا باتجاه البحر......كانت سيارات شرطة المرور والنجدة الكويتية تسرع في كل الاتجاهات وكلها تطلق صفارات الانذار وكان منها ماينقلب من شدة ألارتباك أو عند تفادي دروعنا. وفي الساعة التاسعة والنصف وصلنا الى فندق المسيلة فشاهدت مياه الخليج العربي الزرقاء وحمدنا الله على هذا النجاح السريع....
حرب نفسية من صفحة رغد صدام حتى ننسى الغزو العراقي الغاشم
بجمل لاتعني بكائيتها براءة كاتبها سجل الفريق الركن رعد مجيد الحمداني الذي كان آمر اللواء المدرع 17 –فرقة حمورابي بالحرس الجمهوري العراقي في كتابه 'قبل أن يغادرنا التاريخ ' الاسطر السابقة،مقرا بقيادته قوة الواجب التي كانت رأس الحربه للعدوان الذي دمر الكويت. معتقدا ان تلقيه الاوامر كعسكري يعفيه من الملاحقة لا يبدو ان ضمير الحمداني قد حال دون ارتكابه للخطيئة كما لم يمنعه من أن يتمتع بها. فهاهو يستثمر هذا الغدر عبر المحابر والمنابر في كتب ومقالات ومقابلات. مستظلا بأن الحكومة العراقية قد انتصرت بالمحاكمات لأبنائها من الاكراد والعرب،لكنها وضعت حق شعب الكويت خارج آليات التنفيذ.ناسيا عدم صدور اعلان حرب يسوغ إطاعته للأوامر،ومتجاوزا حقيقة عدم تقادم جرائم الحرب في اتفاقية جنيف 1949م . لن نكتفي بالإدانة الاخلاقية التي يأنف الرجال عن فعلها كما فعل هذا الجنرال البعثي وهو يرعب تلك المرأة المفزوعة التي تضم اولادها الى صدرها من رؤية دباباته،بل يجب محاكمة مجرمي الحرب العراقيين جميعهم ،ومن ضمنهم قادة الفرق العسكرية الذين قلدهم صدام الاوسمة بعد استباحتهم الكويت في 2/8/1990م.
تعليقات