مصير الإخوان مجهول!.. هذا ما يراه وليد الرجيب
زاوية الكتابكتب يوليو 26, 2013, 11:25 م 1238 مشاهدات 0
الراي
أصبوحة / مظلومية الإخوان
وليد الرجيب
يتساءل البعض ان كان ما يحدث في مصر يعتبر بداية النهاية لجماعة الإخوان المسلمين ومشروعهم في جميع الدول، أو نهاية الاسلام السياسي بشكل عام، وقد تعلمنا ألا نتسرع بأحكامنا على أحداث التاريخ فالأمور قد لا تكون كما تبدو عليه لنا في الوهلة الأولى.
طبعاً انتهاء حزب لا يعني انتهاء فكرة أو عدم تجددها لاحقاً، مثل الحزب النازي - مع فارق التشبيه - الذي تجددت أفكاره، وبالطبع أنا لا أعني هنا الاسلام كدين وعقيدة فهو راسخ في وجدان الانسان المسلم، ولكني أعني فكرة استخدام الدين بالسياسة.
مع ذلك قد يخفت نفوذ وفكر الإخوان ويتراجع موقتاً، ليس بسبب وعي الناس فقط ولكن بسبب سلوكهم وأساليبهم واستعجالهم للسيطرة على مفاصل الدولة، دون قراءة واقعية لسيكولوجية الانسان ونزعة الحرية والكرامة الموجودة داخل كل البشر بغض النظر عن العرق واللون والدين، فالإخوان بسلوكهم عجّلوا بغضب الناس عليهم وأفقدهم شعبية لا بأس بها، كما أن ردة فعلهم العنيفة الأخيرة ستسهم أكثر في انفضاض الناس من حولهم.
لقد تبوأت جماعة الإخوان دوراً بارزاً في الحياة السياسية بدعم من الأنظمة العربية وخاصة الرئيس أنور السادات وبايعاز من أميركا لمواجهة القوى الوطنية والتقدمية الرافضة لمعاهدة كامب ديفيد وللسياسات الاقتصادية الانفتاحية التي دشنها السادات عام 1974م، وكانت الأجواء مهيأة كي تملأ هذه الجماعة الفراغ السياسي الذي خلّفته القوى القومية وفكرها الذي كان سائداً حتى هزيمة 1967م، والتي خلقت انكساراً نفسياً عربياً، فاحتلت قوى الاسلام السياسي المشهد وبرزت في أواخر السبعينيات والثمانينيات وما تلاها فيما سمي بـ «الصحوة الاسلامية»، وقامت الأنظمة العربية بضخ أموال هائلة ودعم معنوي لها حتى أصبح لها مؤسسات مالية ضخمة مثل البنوك والشركات الاستثمارية والعقارية، بل أصبحت لها شراكة طبقية مع برجوازيات بعض الدول العربية.
وبينما كان وجودها هامشياً في النقابات العمالية الا أنها استطاعت السيطرة على الاتحادات الطلابية وبعض مؤسسات المجتمع المدني وبعض القطاعات الحكومية المهمة، ورغم أن القضية الفلسطينية تعتبر قضية قومية بل مركزية لبعض الدول العربية، الا أن الاسلام السياسي لم يُلق بالاً لمعاناة الشعب الفلسطيني ولا لنضال فصائل المقاومة الفلسطينية التي اعتبرتها علمانية، حتى تأسست حركة حماس الاسلامية التي أصبحت عضواً في التنظيم الدولي للإخوان.
كانت ثقتهم عالية بأنفسهم خاصة مع دعم الأنظمة العربية والغربية، وكذلك بعد وصولهم الى سدة الحكم في تونس ومصر، وهنا فقدوا ذكاءهم وبرغماتيتهم المعهودة أمام شهوة السلطة والحكم، وأخطأوا الحساب في ما يخص عودة دولة الخلافة الاسلامية.
ولذا كانت صدمتهم كبيرة عندما رفض الملايين من الشعب المصري مشروعهم وسلوكهم غير المقبول لدى أي شعب، وهو ما سبب انشقاقات في صفوفهم مثل حركة «اخوان بلا عنف» التي كشفت أسراراً خطيرة من داخل الجماعة ومكتب الارشاد، كما سبب عنفاً وارهاباً أفقدهم مزيداً من المصداقية، ترافق مع شتائم وتكفير لمعارضيهم على اعتبار أنها معركة بين الكفر والاسلام، وأخيراً لجأوا الى المظلومية واستعطاف العالم على اعتبار أن ما يحدث هو مؤامرة ضدهم.
لا نستطيع تخمين ما سيؤول اليه مصير الاخوان، فقد تتغير طريقة ادارة القيادة ويتضاءل دور المرشد العام، وقد تلجأ الجماعة الى خلق أذرع جديدة لها بأسماء مختلفة، لكن كل ذلك يعتمد على وعي الجماهير والشعوب التي تطمح للحرية والديموقراطية الحقيقية، والتخلص من الاستبداد والتبعية وترفض بطبيعتها العنف والارهاب أياً كان شكله ومصدره.
تعليقات