وليد الجاسم يتمنى أن يكون المجلس القادم حقيقياً لا 'فشنك'

زاوية الكتاب

كتب 807 مشاهدات 0


الوطن

بسنا 'فشنك' يا انتخابات

وليد جاسم الجاسم

 

استمعت الى اطروحات كثيرة من المرشحين للانتخابات الحالية التي تجري اليوم، والحقيقة اني لم أجد قضية واضحة محددة متبلورة في أي برنامج انتخابي يحمله احد المرشحين - على الأقل ممن اطلعت على برامجهم، ولا ازعم انني اطلعت عليها كلها - .. وجدت معظم المرشحين يغرقون في عموميات وطنية جميلة حالمة ويرسمون صورة خيالية قد تصلح في حكايات ألف ليلة وليلة أكثر مما تصلح في الكويت التي يروج البعض أن كل مشاكلها وقضاياها ستحل بمجرد أن يتشرف الكرسي الأخضر بحمله تحت قاعة عبدالله السالم..
البعض منهم يمارس العنتريات الكلامية بعين على المجلس وعين على جماعة الحراك، فتراه إما يحاول أن يقلدهم وإما يحاول أن يبرر لهم اسباب خوضه الانتخابات، والبعض واضح وضوح الشمس ولايحتاج الى شرح او ايضاح، فبرنامجه الانتخابي قائم على شراء الأصوات ممن يبيعون ضمائرهم وأصواتهم له، وهناك من هم متعصبون لمرشحهم لاسباب عائلية او قبلية.. وبس. ولكن ماذا نقول؟؟ هذا هو الواقع الكويتي وكل ما نملكه الآن أن نأمل أن يحسن الناس الاختيار لنحظى بمجلس معتدل متزن متوازن، ليس محسوباً على أي طرف من اطراف معادلات التأزيم او الاحلام والطموحات، وأن يأتي مجلس لاداء دوره البرلماني الحقيقي المرسوم بالدستور وليس مجلس مناديب بدرجة نواب يمثلون اطرافاً متصارعة خارج القبة.
أخيراً نرجو أن تكون هذه الانتخابات انتخابات «صجية» حيث يكفينا ما جاءنا من الحملتين الانتخابيتين السابقتين، وكل ما نأمله ان تكون «الثالثة ثابتة»، ويكون المجلس القادم مجلساً حقيقياً.. لا مجلس «فشنك» مثل سابقيه.

قرقيعان مذهبي

القرقيعان.. مناسبة «كويتية» جميلة تحمل معاني لطيفة من التواد والتواصل الاجتماعي، لكن شأنه شأن كل شيء جميل في هذا البلد تتنازعه الطائفية بين المتطرفين من الشيعة والسنة.
فهذا يصر على ربط القرقيعان بشخصيات دينية لدعم موقفه المذهبي، وذاك يصر على ربط العادة بممارسات فارسية وليست اسلامية للتقليل من شأنها، عدا عن اتهام القرقيعان بتعليم الاطفال دناوة النفس و«الطرارة»، والهدف الحقيقي له فقط مناكفة المذهب الآخر.
وكلاهما ينسى أو يتناسى الهدف الاساسي من المناسبة وهو بث الفرحة في نفوس الاطفال وتعزيز التواصل الاجتماعي بين ابناء العمومة وابناء الفريج وابناء المنطقة، وخلق الرحمة في نفوس الكبار تجاه الصغار، وتعزيز الاجواء الايمانية الرمضانية بأجواء اجتماعية لطيفة محببة.
منذ أيام، اشتريت كميات من القرقيعان وجهزناه حتى امتلأت سلال الخوص لتلبية طلب الاطفال عليه اذا زارونا وغنوا «قرقيعان.. وقرقيعان».. خصوصاً وأن البديل إرهابي مخيف عندما يقولون لنا.. «ويص.. ويص.. وباقي الجملة الشهيرة»، عقاباً على عدم تزويدهم بالقرقيعان.
وبالفعل، زارنا مجموعة اطفال في الرنة الاولى لجرس الباب، واخذوا نصيبهم بعدما اعطونا نصيبنا غناءً شعبياً جميلاً بأصواتهم الملائكية.
امهم كانت في الخارج تتبعهم بسيارتها تحت نسمات التكييف وتراقب بابتسامة حنونة تحركات أطفالها وهم يرتدون تلك الملابس الجميلة المزركشة.
بعد ذلك بقليل، قرع جرس الباب مجدداً وكانوا مجموعة اخرى من الاطفال.. وبعد نحو ساعة من «الصمت القرقيعاني»، قرع الجرس، فإذا بالباب ثلاثة «ألواح» بشرية، الواحد منهم طول الباب، احد الثلاثة رقبته اسمن من رقبة عجل تم تسمينه واعداده للذبح، وزنده يقف عليه مجموعة تيوس وليس تيساً واحداً فقط.
سألوا الخادمة التي فتحت لهم الباب بينما كنت اشاهدهم من نافذة غرفة المعيشة حيث اجلس، سألوها بلهجتهم الآسيوية: «يوهاڤ كاندي»؟.. توجهت الى الباب لمشاهدتهم عن قرب فإذا بهم شباب آسيويون يحملون اكياس نايلون لجمع الحلويات والمكسرات من البيوت، اعطيناهم ما تيسر من «الكاندي» وتمنيت في تلك اللحظات لو كنت أملك مثل ذلك الزند لاقطع العقال على ظهورهم تقطيعاً.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك