عن انتشار 'التحلطم' في الكويت!.. يكتب سامي الخرافي

زاوية الكتاب

كتب 815 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  /  الله يكافينا شر 'التحلطم'

سامي الخرافي

 

ظاهرة التحلطم رغم أنها موغريبة على مجتمعنا الكويتي إلا أنها في السنوات الأخيرة ازدادت وانتشرت بشكل واضح، فكثيرا ما نرى من «المتحلطمين» سواء في أعمالنا أو بالدواوين أو بالشارع أو بيوتنا وحتى وسائل إعلامنا، فأصبح هناك تحلطم تسمعه وتحلطم تقرأه وتحلطم تشوفه.

ولعل ظاهرة التحلطم ما خلت أحدا، فكل واحد منا يتحلطم على طريقته، في كل شيء، سواء كان «المتلحطم» موظفا كبيرا أو صغيرا أو متقاعدا أو ربة بيت... الخ.

فالحكومة نشاهدها تتحلطم باستمرار، مرة من مجلس الأمة والمعارضة، ومرة أخرى من المواطنين وكثرة تحلطمهم من تردي أوضاع الصحة والتعليم والإسكان.. إلخ.

والوزير أول ما يطلع في وسائل الإعلام حتى تبدأ تصريحاته «التحلطمية» من الضغوط النيابية التي تمارس عليه، ومن المعوقات التي تقف في طريقه وتأخر تحقيق إنجازات عظيمة حسب وجهة نظره.

والنائب في مجلس الأمة قد يكون أكثر الناس تحلطما، فانتقاده للوزير اللي ما يمشي معاملته، دون أن ينسى الهجوم على الحكومة وعلى سياستها وسكوتها على الفاسدين والفساد في الوزارات المختلفة، أو أنه يتحلطم من كثرة مطالب أبناء دائرته الذين انتخبوه، فنراه يقضي ليله ونهاره في تحلطم.

أما المسؤولون الحكوميون فتحلطمهم غريب عجيب، فهم يتحلطمون من موظفيهم وكثرة مطالبهم وعدم إنجازهم لاعمالهم بالشكل المطلوب، ويتحلطمون من كثرة المراجعين الذين يريدون تجاوز القانون في كل شيء ويطلبون منه «الشخطة» على الممنوع والمخالف والمتجاوز، كما يتحلطمون من تعليمات وزاراتهم التي تعطيهم التعليمات وتتشدد معهم بضرورة تطبيق القانون على الجميع.. الخ.

ويأتي دور الموظفين في «التحلطم» اللي ما يخلص أبدا ليلخص كل ما سبق، فهم يتحلطمون على الحكومة ويريدون الكوادر وزيادة الرواتب ويعترضون على البصمة ومعالجة القروض... إلخ، ويتحلطمون من النواب والمسؤولين والمديرين وكل ما يخطر في بالك، حتى لو صدر أي قرار فلابد من التحلطم.

أما آخر المتحلطمين فتجده في وجوه الكثيرين عند صرف الرواتب وعند تعطل مكائن السحب فتجد الكثير يشتم ويتحلطم من سوء إدارة البنك وعدم صيانة أجهزتها بشكل مستمر.

وبعد أن تعودنا على هذا التحلطم، فقد أصبح مرضا منتشرا، ولا أعرف كيف نتخلص منه، ومع ذلك فإننا نأمل أن يأتي اليوم الذي تخف فيه حدة «التحلطم»، حتى نستطيع العيش مثل بقية خلق الله تعالى في هذا العالم، أعاذنا الله وإياكم من شر «التحلطم»، وجعلنا من المتفائلين والمستبشرين بالخير والفرح في القادم من الأيام.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك