الصحافة مرآة المجتمع ..برأي موفق العنزي

زاوية الكتاب

كتب 2662 مشاهدات 0

ارشيفية

واقع الصحافة المطبوعة شكلت الصحف أحد أهم وسائل الاتصال الجماهيري ، فهي تعتبر من المصادر الرئيسية لنقل الأخبار ، حيث تقوم الصحف بعدة وظائف إعلامية ، ومن أهمها الوظيفة الإخبارية فهي الوظيفة الرئيسية للصحف المطبوعة، فالصحافة مرآة المجتمع تعكس تاريخها وحضارتها وهي تسهم في غرز قيم المجتمع وثقافته، والصحافة باب معرفة تمتلكها المجتمعات المتحضرة والتي تسعى من خلالها إلى النهوض الفكري والثقافي والاجتماعي . إن العمل الصحفي يقوم على طرح القضايا والمشاكل التي يعاني منها المجتمع في سبيل التحذير ووضع الحلول المناسبة لها والحد من مشاكلها.

و تساهم الصحف في التنمية بمختلف مجالاتها وتلعب الصحف دور مهم في الرقابة على الأداء الحكومي بجانب الرقابة على مؤسسات الدولة ومتابعة إنجاز الأعمال والمشاريع. لقد أصبحت الصحافة ومع مرور الوقت عاملا أساسيا في نشأة وتشكيل الرأي العام المحلي من خلال معالجتها لقضايا المجتمع وهمومه ، وساهمت الصحف كذلك بتشكيل الرأي العام العالمي في طرحها لعدة قضايا تمس مصالح دول كثيرة حول العالم . تعد الصحافة المطبوعة ساحة للحرية ، وللتعبير عن القيم والإتجاهات السائدة في المجتمع وتعمل على خلق مساحات واسعة لإبداء الرأي لمختلف الأحداث الجارية على الساحة المحلية والعالمية.

كما أن الصحافة لها دور بارز في طرح وجهات النظر المختلفة وتطرح الرأي والرأي الآخر، ومن أهم واجبات الصحافة الالتزام بالحياد والموضوعية في عرضها ونقلها للاحداث والقضايا المختلفة .

وهنا سؤال ؟ مهم ؟ بما أن الصحافة منارة لحرية التعبير. فهل كل الصحف يمكن تصنيفها بصحافة حرة ؟ وهل يحق لكل صحيفة أن تقيم أدائها وعملها الصحفي بنفسها ودون تصنيف جهة محايدة لها ؟ الجواب على تلك التساؤلات ، من خلال قاعدة يجب الإشارة إليها .

'إن الصحافة في أي بلد ما ماهي إلا انعكاس للأوضاع السياسية والثقافية والاجتماعية السائدة في المجتمع' وبالتالي ومن خلال تلك القاعدة فعندما نريد تصنيف صحف ما على ضوء الحرية التي تتمتع بها ، يجب النظر إلى حال تلك المجتمعات ودراسة أوضاعها السياسية والثقافية والاجتماعية لأنها ستؤثر على أداء وحرية العمل الصحفي وعن ودورها الحقيقي في نقل الأحداث ومعالجة مختلف القضايا بشفافية ووضوح ومدى مساحة الحرية التي تتمتع بها .

فالصحافة المطبوعة لا تعيش بمعزل عن الوضع السياسي السائد في المجتمع فلذلك يرتبط أداءها الصحفي بالنظام السياسي السائد في المجتمع ، ويحدد النظام السياسي شكل العلاقة بين الصحف والسلطة الحاكمة ، فإذا كان النظام السائد نظام سلطوي ومنفرد بالسلطة سيتأثر عمل وأداء الصحيفة على طبيعة عملها الصحفي ، فالنظام السلطوي يستخدم أدوات عدة في السيطرة على تلك الصحف منها التحكم في منح التراخيص لإنشاء الصحف ووسائل الإعلام الأخرى والرقابة ومنع أي انتقاد يمكن أن يوجه للسلطة الحاكمة ،وفي هذه الحالة تصبح الصحف تابعة للسلطة ويمر الاتصال بشكل عمودي بإتجاه واحد من السلطة إلى الصحيفة وهذا عكس الصحف الحرة التي يكون الاتصال فيها اتصال ذو اتجاهين.

أما النظام الديمقراطي والذي فيه تداول للسلطة ونظام فصل السلطات الثلاث ( التشريعية ، والتنفيذية ، والقضائية ) فهي على النقيض من ذلك . لذلك ينبغي لمن يريد أن يقيم أداء وعمل أي صحيفة ما، فلابد من دراسة الأوضاع السياسية والثقافية والاجتماعية السائدة في المجتمع .

ينبغي أن نشير إلى موضوع مهم يجب الالتفات إليه بما يخص بمستقبل الصحافة المطبوعة خاصة مع التطور الهائل في وسائل الإعلام 'الأخرى كالإذاعة والتلفزيون والانترنت' وغيرها ، فلقد أثرت وبشكل ما على جماهيرية الصحف المطبوعة ، والسؤال ؟ عن قدرة الصحف المطبوعة بالاستمرار بالمنافسة خصوصا من خلال سرعة النقل ، حيث لايمكن للصحف المطبوعة منافسة وسائل الاعلام الاخرى بما يتعلق بسرعة نشر ونقل الاحداث الجارية . يجب على الصحافة المطبوعة إيجاد البدائل في الفنون والاشكال الصحفية التي تقدمها عن طريق معالجة الأخبار بأشكال فنية تعتمد على ' التعليق والتحقيق والتحليل ' بما يسهم بجذب جماهير واسعة من قراء الصحف وإن نجاح أي صحيفة مرتبط بقدرتها على تلمس إهتمامات الافراد ومعالجة مشاكل المجتمع وإيجاد الحلول لتلك القضايا ومساهمة فعالة في التنمية والرقابة وحرية التعبير فهي أسمى مايمتلكه الإنسان وتعتبر جزء لا يتجزأ من حقوقه.

موفق عناد فهد العنزي

بكالوريوس إعلام جامعة القاهرة 

الآن -رأي :موفق عناد فهد العنزي

تعليقات

اكتب تعليقك