غول السلطة ابتلع كل التقوى السياسية.. ظاري الشمالي مستنكراً
زاوية الكتابكتب يوليو 11, 2013, 12:18 ص 726 مشاهدات 0
النهار
الدروازة / التقوى السياسية
ظاري جاسم الشمالي
لا يظهر السلوك السياسي للحركات الإسلامية اختلافا جوهريا عن اساليب الحكومات التي انقلبوا وثاروا عليها، بل على العكس يظهر الاسلاميون ميلا أشد الى الدموية، ويستخدمون بلا ورع أساليب التضليل الإعلامي، والشحن العاطفي للبسطاء من الناس لرميهم في أتون الفتنة العمياء.
مجزرة مقر الحرس الجمهوري في مصر ما كانت لتحدث لولا الاستماتة الاخوانية لانقاذ شرعية تجاوزتها الأحداث، فلا حاجة بعد خروج الملايين الى الشوارع وهذا الزحف الأسطوري الى الميادين...لا حاجة للتمسك بانتخابات توجت عملية خطف الثورة من ابنائها.
الحاجة اليوم هي الى إدارة سلمية حقناً للصراع، والوصول الى انتخابات حرة ونزيهة تعكس النبض الجديد للشارع المصري. ومن لا يجد نفسه مؤهلا لخوض المعركة سلميا ويعرف سلفا أن رصيده عند الناس يوشك على الافلاس فإنه يتمسك بالعنف والتحريض وبمحطات فضائية تعرض صورا من سورية على أنها في مصر.
وهكذا فإن غول السلطة قد ابتلع كل ما يمكن أن نسميه تقوى سياسية، فلا ورع ولا توقف عند الشبهات ولا صدق اعلامي أو سياسي، بل جرأة على الدم البريء من أجل مكاسب سياسية آنية لتقوية أوراق التفاوض على طاولة لابد منها اليوم أو غدا.
هذا الشهر الفضيل فرصة للتأمل فيما وصلت اليه حركات الاسلام السياسي، فرصة للعودة الى تجليات التقوى في كل مجالات الحياة وخاصة عندما تكون مغريات السلطة كبيرة، وشيطان الإغراءات المادية يتحرك لاحباط الرسالة التي يجب أن يحملها العمل السياسي الإسلامي لدول المنطقة.
كنا نتصورها مزيدا من التكامل بين الأقطار العربية والإسلامية، كنا نحلم بأمجاد الحضارة الاسلامية التي احتضنت كل التنوعات ووفرت بيئة نموذجية للتعايش بين الأديان، كنا نتوقع ماردا إسلاميا متماسكا ينفخ في جذور الشجرة الصهيونية الملعونة فيقتلعها من جذورها... فإذا بنا نجد الاسلام السياسي سيفا مصلتاً على رقاب الناس والدول العربية، يمعن في تمزيقها مذاهب وطوائف وأحزاب وقوى متناحرة.
فيا أيها الإسلاميون اتقوا الله إن الله خبير بما تعملون، ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون.
هذا الشهر المبارك فرصة للتأمل في سبل استعادة التقوى السياسية فلننتهزها.
تعليقات