لاجدوى من حوار الإيرانيين، إلا إذا كفت إيران عن تصدير ثورتها، ونزعت من احتلال الجزر الإماراتية، وأقرت بسيادة البحرين..مقالة حمد بن إبراهيم العثمان
زاوية الكتابكتب يونيو 10, 2008, منتصف الليل 3142 مشاهدات 0
جدوى حوار الإيرانيين
كتب حمد بن إبراهيم العثمان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
استمعت لكلمة الرئيس الإيراني الأسبق رفسنجاني في ملتقى الحوار الذي حضّر له د. عبدالله التركي رئيس رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، ووضح جليا لكل من استمع لكلمة رفسنجاني تعمده استغلال ظروف المنطقة ودواعي إقامة المؤتمر لتسجيل موقف يمثل في الحقيقة تكريسا لهيمنة دولته الصفوية في المنطقة عسكريا واعتقاديا.
الحوار لا أحد يمنعه، لكن من جُرِّب معه الحوار تكرارا ومرارا سنوات طويلة متتالية ولم يجد نفعا ولا تغيرا فإن محاورته عبث وثمرتها معدومة، فهذه إيران بقادتها السياسيين ومن جملتهم رفسنجاني ما أكثر اجتماعات وحوارات قادتنا في دول مجلس التعاون الخليجي معهم في مسائل النزاع، خصوصا فيما يتعلق باحتلال الجزر الإماراتية ومطالبات إيران الخبيثة بحقوقها التاريخية زعموا بدولة البحرين، ما أكثر اجتماعات أشقائنا الإماراتيين مع قيادات نظام ملالي إيران التي لم تجد شيئاً أبداً، ما أكثر اجتماعات دول جوار العراق مع إيران من أجل أن تكف يدها عن إفساد العراق وتدميره وإضعافه وسرقة نفطه وتغيير هويته، ولم تجد هذه الحوارات والاجتماعات أي تغيير إيجابي في سلوك إيران التخريبي ضد العراق.
ما أكثر الجهود المبذولة من حكامنا بدول الخليج لإبعاد شبح الحرب عن المنطقة وآخرها دعوة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لمؤتمر دول مجلس التعاون الذي عقد في الدوحة، ولم يثمر أي تغير في سياسات إيران العدوانية ضد دول الخليج، ومازال أحمدي نجاد يطلق تصريحاته النارية بتسييس الدين وربط دولته وجيشه بعقيدة المهدي المنتظر.
كلمة رفسنجاني ما هي إلا تسجيل موقف لا أكثر، بل حاول أن يتحذلق ويصرف الأنظار عن أخطار هيمنة دولته للمنطقة وأن يُبرِز خطر الوجود الأميركي، فأخذ يُذّكر باحتلال أميركا لأفغانستان والعراق.
وهذه محاولات متوقعة من رفسنجاني، فنحن ندرك أن الوجود الأجنبي بأنواعه شر، لكن الأشر الهيمنة الصفوية لأنها حاضرة لا تفارق ولا تغادر لأنها جزء من المنطقة تتمدد مع مرور الأيام، وتمارس سياسة التخدير بدعاوى القواسم المشتركة، أما الوجود الأجنبي فسيرته معلومه كلما قدم لظروف معينة فإنه لا يلبث أن يغادر، أما احتلال الجزر الإماراتية والأهواز وغيرها بات واقعا لا يتغير ولا يتبدل إلا أن يشاء الله.
كذلك لم نر أحداً من المسلمين في جزيرة العرب تنصر وارتد عن دينه هذا معدوم أو لا يكاد يذكر أبدا، وجهود تصدير الثورة الصفوية وإفساد عقائد أهل السنة جار على قدم وساق. مغالطات رفسنجاني لا تنطلي على أحد فغريب أن يتحذلق فخامته محذرا من خطر احتلال أميركا لأفغانستان، وكأنه نسي أن إيران هي التي ساعدت أميركا ونصرتها من أجل إسقاط طالبان واحتلال أفغانستان.
رفسنجاني تحدث عن خطر الوجود الأجنبي ونسي سياسة دولته تجاه الاحتلال الروسي لأفغانستان.
فطوال عقدين من الزمن لم تقم إيران بأي نصرة لأفغانستان لرفع الاحتلال الروسي، لأنها أرض سنة، واحتفظت بقوتها وانتظرت خروج الروس لتدعم عملائها من أجل الوثوب على السلطة.
رفسنجاني زعم أن مسائل الاتفاق بيننا وبينه 90%، وإذا كان الأمر كذلك فلماذا تُصدّر إيران ثورتها وعقيدتها لمن يوافقها؟!
أما نحن فإننا نقولها بوضوح إننا نختلف في كل شيء إلا ما ندر، لأن من يطعن في الصحابة فحقيقة أمره أنه يلغي ديننا تماما، لأن الصحابة هم نقلة الشرع، قال أبو زرعة الرازي رحمه الله:«إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة» الكفاية ص67.
فنحن نرحب بالحوار مع الصادق غير المرواغ الذي ظاهره وباطنه سواء مع المسلمين، واستعمال ذلك بصدق في حال الرخاء الأمني أفضل بشرط الصدق وعدم تسجيل المواقف وتزييف الحقائق، فإذا كان رفسنجاني ودولته من خلفه صادقين في إزالة مواطن الخلاف فليبادر حقا وصدقا من غير تقية من خلال وسائل إعلام دولته ومدارسها ومؤسساتها التعليمية ببيان حرمة الصحابة وعدالتهم وكفر من كفرهم وبيان حفظ القرآن وعدم نقصه وكفر من زعم ذلك.
فإذا رأينا ذلك شرعة ظاهرة في إيران وكفت إيران عن تصدير ثورتها، ونزعت من احتلال الجزر الإماراتية، وأقرت بسيادة البحرين وأن لا حق لها فيها أبداً فحينئذ نقول الحوار يجدي مع إيران.
والحمد لله رب العالمين
تعليقات