فوزية سالم الصباح تشيد بتواضع وزير الداخلية وتصفه بالعدل والجرأة والشفافية

زاوية الكتاب

كتب 3369 مشاهدات 0


 

 

تواضع وزير الداخلية


وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد شخصية اجتماعية من الطراز الأول، أي ما عنده فخفخة وزير أو شيخ، فرغم أنه يتولى منصب وزير الداخلية، ورغم حزمه إلا أنه عادل وواضح وشفاف وجريء في طرحه، والأهم من ذلك تواضعه وبساطته مع الجميع من دون استثناء، وأنا أجزم أن وزير الداخلية الوحيد الذي فتح باب مكتبه للمواطنين والمقيمين كافة، وكذلك هو مستمع جيد، أي يستمع إلى صاحب الشكوى حتى النهاية ولا يقاطعه، ويباشر بنفسه حل المشكلة إذا شعر أن صاحبها قد تعرض إلى مظلمة في الوزارة، كما أنه متابع لما يكتب كله في الصحف من شكاوى وتعليقات وآراء ومقالات. ومع ذلك نجد بعض الضباط في وزارته، ممن يتقلدون مناصب إدارية رفيعة، نافشين ريشهم، ومن الصعب مقابلتهم أو حتى الاتصال بهم، وهم فاتحون الخط مع رجال الصحافة لتلميعهم في الصحف. فإذا كان وزيركم فاتحاً باب مكتبه للجميع، فلماذا تغلقون أنتم أبواب مكاتبكم أمام المواطنين؟ فأنتم، أصلاً، موجودون لخدمة المواطنين والمقيمين على حد سواء، أي أن المنصب الذي تقلدتموه هو من أجل خدمة الناس، وليس من أجل البهرجة والفخفخة والبريستيج الخاص بكم، ومن ثم فأنتم مجبرون بالرد على اتصالات الناس ومقابلتهم. وإذا كنتم لا تمتلكون عمقاً نفسياً، ومقدرة ذهنية تستوعب مشاكل الناس، فلماذا تتشبثون بمقاعدكم؟ فاتركوها لغيركم، أو تقاعدوا من مناصبكم وافتحوا شركات خاصة، وانفشوا ريشكم على الناس كما تشاؤون.
أنا في الحقيقة عندما أجد مسؤولاً في الداخلية نافشاً ريشه ويمشي كالطاووس، معتقداً أن منصبه حصل عليه بالوراثة، لا أفهم من ذلك إلا شيئاً واحداً، وهو أنه «مو شايف» خير، وما صدق أنه حصل على هذا المنصب، شنو مغلقين أبواب مكاتبكم بوجه المراجعين وطايحين له سوالف مع ضيف لساعة أو ساعتين، وتطلبون من السكرتير إبلاغ المراجعين أنكم في اجتماع مطول ومهم، أو تتنحشون من المراجعين من مكتب إلى مكتب سري خاص لمقابلة الحالات «الفي أي بي». والله شيء محزن أن يجد المواطن صعوبة بالغة في مقابلة بعض المسؤولين في وزارة الداخلية، وإذا سألناهم لماذا لا تفتحون أبوابكم للناس لسماع شكاويهم يتعذرون بالاجتماعات، أو يقولون إنهم لو فتحوا الباب على مصراعيه للناس لما استطاعوا أن يفكروا أو يجتمعوا أو ينتجوا، ويضيفون أن القرارات والقوانين واضحة وليست هناك من حاجة لمقابلة الناس، أو للاعتراض عليها، أو طلب الاستثناء منها.
لذلك أتمنى من وزير الداخلية أن يلزم المسؤولين في وزارته بتحديد أوقات محددة لمقابلة المراجعين، وكذلك أن يلزمهم بارتداء الزي العسكري، لأن العديد من الضباط لا يرتدون الزي العسكري، وربما عمل رجال المباحث يتطلب منهم ارتداء الزي الشعبي... ولكن ما هو عذر الآخرين؟
ملحوظة
أتمنى من وزير الداخلية إحصاء الضباط الذين يحملون شهادة الماجستير والدكتوراه، ومعاملتهم معامله خاصة ووضعهم في مكان مناسب يتلاءم مع شهاداتهم، فهناك ضباط حصلوا على شهادات عليا في العديد من التخصصات والقانون، ومع ذلك لم يستفد من شهاداتهم العلمية. وهذا ظلم لا يقبله الشيخ جابر. وكذلك إبعاد أي عسكري من الوظائف الإدارية في بعض الإدارات.

فوزية سالم الصباح

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك