القوانين واللوائح هي أحد أسباب محنتنا في الكويت.. الحساوي مؤكداً
زاوية الكتابكتب يوليو 9, 2013, 12:51 ص 597 مشاهدات 0
الراي
نسمات / ما أشقانا بتلك القوانين!
د. وائل الحساوي
سنرى خلال الأيام المقبلة اختلاطا غير مسبوق في الخيام، فخيام إفطار الصائم التي توزعها الاوقاف في كل مكان يقابلها خيام المرشحين الذين زاد عددهم على 400 مرشح، وسيتسابق الجميع على إعداد الولائم متعددة الأصناف لإرضاء الصائمين او لارضاء الناخبين، وبينما ينتظر الصائمون الأجر من الله تعالى فان المرشحين ينتظرون الصوت من الناخب وبينما يتسابق الناس في المساء على القراء المتميزين في المساجد ليحصلوا على الخشوع، يتسابق الناخبون على الندوات الجماهيرية للاستماع لاطروحات المرشحين حول اصلاح البلاد.
قد يعتبر البعض بأن ذلك من المتعة والتنوع واستغلال الاوقات في هذا الشهر الكريم، ولكن الواقع يبين بأن هذا التداخل الغريب في برامج رمضان وبرامج الانتخابات هو خلط شاذ ومعقد لمناسبتين لا التقاء بينهما، وذلك من تناقض الديموقراطية الكويتية التي تقدس نصوص الدستور إلى درجة عدم مخالفة قانون الانتخاب الذي لا يسمح بتخطي فترة الانتخابات لشهرين منذ حل المجلس المبطل بينما لا تهتم بمضايقة الناس في مزاحمة الشهر الفضيل بانتخابات عامة تتطلب تجييش كل شيء لإنجاحها!!
وماذا عن هؤلاء القضاة الذين سيقضون ما لا يقل عن 24 ساعة خلال يوم الانتخابات في فرز الاصوات والتدقيق في كل شيء بينما هم صائمون؟! وماذا عن رجال الأمن الذين سيمكثون عشرات الساعات في الشمس وهم صيام للسهر على راحة الناخبين؟!
ولو صحنا محتجين بأن المنطق والعقل يرجح ان يتم تأجيل الانتخابات إلى بداية العام الدراسي المقبل حيث يبرد الجو ويتفرغ الناس، لجاءتك الاجوبة بأن ذلك يخالف القوانين وأن اي احتجاج على دستورية تلك الخطوة قد يعني إبطال المجلس المقبل والرجوع بالبلاد إلى نقطة الصفر.
أقول بأن تلك القوانين واللوائح هي أحد أسباب محنتنا في الكويت في الآونة الأخيرة حيث تمسكنا بلوائح قانونية جامدة تم بموجبها حل مجلس الامة مرتين ما تكبد بخسائر نفسية ومادية كبيرة على الناس، بل وان تلك اللوائح قد فتحت الباب على مصراعيه لكل من هب ودب للطعن في أحكام القضاء كلما لاح له مصلحة او اراد هزيمة خصومه، فهل لذلك وضعنا القوانين واللوائح؟!
ولعلكم تلاحظون بأن الجميع قد اصبحوا خبراء دستوريين يناقشون مواد الدستور ويفسرونها كما يشاؤون، وتفرد الجرائد صفحات كاملة لتفسير بعض المواد ثم يصل القارئ الحيران إلى نقطة الصفر بعد كل تلك القراءات بسبب تضارب الآراء وتشتتها!!
لكن المشكلة الاهم هي ان غالبية المرشحين والنواب قد تحول اهتمامهم إلى القضايا القانونية على حساب الدعوة إلى أسلمة القوانين او تشريع قوانين للتنمية، حتى الملتزمون دينيا بدأوا يتنصلون من طرح القوانين المتعلقة بالشرعية خوفا من نقد الناس، وبعضهم يقضي الليالي في نقاش مواد الدستور حتى التجمعات الإسلامية العريقة في الكويت التي اتحدت اهدافها واعمالها وسطرت اسطرا لامعة من نور ووصلت اقصى الارض بأعمالها الخيرية، هذه التجمعات قد اختلفت حول قضايا قانونية ودستورية تافهة، وتفرقت واختلفت وتطاحنت. فما أشقانا بتلك القوانين الدستورية التي مزقتنا من بعد وحدة وشتت وحدتنا بعد ائتلاف!!
تعليقات