لأول مرة (أعزف قلبي في مزمار خشبي)

منوعات

دار سعاد الصباح تصدر ديوانا للشاعرة الإيرانية الشهيرة (فروغ فرخزاد) باللغة العربية

1727 مشاهدات 0


عن دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع صدر كتاب ' أعزف قلبي في مزمار خشبي ' للشاعرة الإيرانية المعروفة  فروغ فرخ زاد (تعريب موسى بيدج )  ويأتي الإصدار في إطار اهتمام الدار بترجمة وتعريب الإبداعات العالمية من لغاتها الأم إلى العربية وذلك لتقديمها للقارئ العربي ولفتح نافذة على إبداعات الأخر خارج دائرة المشهد الإبداعي العربي  وهو ما تبنته الدار منذ انطلاقتها كمؤسسة ثقافية تهتم بالإبداع الأدبي والفكري والعلمي العربي والعالمي وهو ما تعبر عنه الدار في تقديمها للكتاب وقد جاء فيه :  استكمالاّ لدورها في البحث عن مكامن الإبداع في الثقافة العالمية .. ثم نشرها للقارئ العربي، هاهي دار سعاد الصباح للنشر تضع بين يدي قارئها الكريم ترجمة من قصائد مختارة للشاعرة الشهيرة «فروغ فرخزاد» التي ملأت بحضورها الآفاق خلال عمر قصير أشعلته إنتاجاً واحتجاجاً بأسئلة مدببة فيها من شكوك الشعر وشوك الكلمات وورودها أيضا.. كانت «فروغ» مثالاً لشاعرة متمردة أخلصت للشعر كثيراً، فأعطته عصارة فكرها .. وألقها .. وقلقها.
صدر الكتاب في 127 صفحة من القطع المتوسط، وكتبت الدار في تقديمها للشاعرة بأنها أخلصت للشعر وأعطته الكثير من قلقها وألقها.
 في هذه المجموعة التي تطبع للمرة الأولى في الكويت .. نرحل مع الشاعرة في تقلبات نفسية وشعرية كثيرة ممتدة على مسافة عمرها.. وستواصل دار سعاد الصباح للنشر مهمتها في تشجيع الإبداع .. بمختلف ميادين الفكر العالمي.. في سبيل خدمة العلم تحقيقاً لأهداف إنشائها.
وعن الشاعرة فروغ فرخ زاد فهي التي ولدت 1934  في طهران.
والتي من مقولتها  ' لا أؤمن بكتابة السيرة الذاتية فكلّ فرد يولد في يوم ما، يلعب مع أقرانه، يترعرع، وتصبح  له وظيفة و يتزوج في يوم ما، و تنتهي حياته في يوم آخر... كان أبي ضابطا في الجيش برتبة عقيد، و كان صارما جدا مع أولاده. كنّا بسماع صدى أقدامه نهرب و نختبئ في مكان ما... و أمّنا كانت إمرأة تقليدية جدًا '
 وقد نشرت الشاعرة مجموعتها الشعرية الأولى في الثامنة عشر تحديدا في العام 1952 والتي جاءت تحت عنوان «الأسيرة»   وفي العام 1956 تنشر مجموعتها الثانية «الجدار». 

وفي العام1957 تصدر مجموعتها الشعرية الثالثة بعنوان « تمرّد».والتي عنها تقول: في الواقع، قصائد هذا الكتاب، هي محاولة يائسة تفصل بين مرحلتين من حياتي. و هي الأنفاس الأخيرة قبل حالة التحرر. فالمرء يصل الى نقطة يبدأ فيها الخروج من ذاته و التمعّن حوله و التفرس في الأشياء و الناس. عندما إكتشفت العالم أردت أن أكتبه فرأيتني محتاجة الى كلمات تترجم هذه الحالة. فاستخدمت كلمات قالوا عنها أنها غير شاعرية. مالي أنا و إن كانت غير شاعرية أليس فيها روح؟! فإذن هذا يكفي  
 كما شاركت الشاعرة في تمثيل بعض الادوار الصغيرة في عدة أفلام وكذلك في إخراج و مونتاج بعض الأفلام الوثائقية  وقد حصلت على جائزة أفضل إخراج فيلم وثائقي من مهرجان أوبرهاوزن العالمي في ألمانيا.

كما شاركت في تمثيل مسرحية ستة أشخاص يبحثون عن المؤلف من تاليف «لويجي بيراندللو»  
وقد صدرت مجموعتها الشعرية الرابعة «ولادة أخرى»عام  1964 وعنها تقول :      عندما أنظر الى مجموعتي ولادة أخرى أتأسف لأن عدد القصائد التي كتبتها في أربع سنوات قليلة جدا. طبعا لا أقصد كميّتها. أنا الآن في الثلاثين من عمري و هو سن الكمال للمرأة، أو نوع من الكمال، لكن شعري ليس في الثلاثين إنما أكثر شبابا و هذا هو عيب قصائدي. المشكلة هي إنني لم يكن لديّ من أقتدي به، فجاءت قراءاتي عفوية و دون انتظام و بالتالي وعيت متأخرًا. طبعا اذا استطعنا أن نسميه وعيا. أنا دائما أفضّل قصيدتي الأخيرة و هذا التفضيل لا يأخذ وقتا و سرعان ما أتراجع و أعتبرها عملا عاديا لا قيمة له.  
وقد ترجمت اشعار فروغ الى الألمانية و السويدية و الإنكليزية و الفرنسية. وفي العام
1966   توفيت الشاعرة  فروغ   فرخ زاد اثر حادث سير تتعرض له و هي في طريقها الى مكان عملها في مؤسسة كلستان السينمائية. و هكذا تتحقق نبوءتها في قصيدة تقول فيها:

دقّت الساعة أربع دقّات
قلت لأمي قد إنتهى كلّ شيء
الحدث يسبق فكرنا دومًا

ومن أجواء هذه المجموعة التي تصدر عن دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع  نلتقط من القصيدة المفتتح  ' اعزف قلبي في مزمار خشبي ' هذه اللوحة :

و هذه أنا
إمرأة وحيدة
على عتبة موسم البرد
في بداية فهم كينونة الأرض الملوّثة
و يأس السماء البسيط و الحزين
و عجز هذه الأيدي الإسمنتية
***
تأخّر الوقت
و دقّت الساعة أربع دقّات
أربع دقّات
اليوم هو أوّل يوم في الشتاء
أنا أعرف سرّ الفصول
و أفقه كلام اللحظات
المخلّص نائم في القبر
و التربة، التربة المستضيفة
هي إشارة للهدوء.

الآن - المحرر الثقافي

تعليقات

اكتب تعليقك