مهند الساير يوجه رسالة للمستشارين
زاوية الكتابكتب يوليو 1, 2013, 2:27 ص 1315 مشاهدات 0
سعادة المستشار
رسالة موجهة إلى كل مستشار بأن يكون ذا رأي وازن وغير محاب لمن يعمل لديه.. فالفرق كبير بين عمل المستشار والسكرتير. سعادة المستشار تحية طيبة وبعد..
في البداية أود أن أشرح لسيادتكم معنى كلمة مستشار:
هو العليم الذي يؤخذ رأيه في أمر مهم، سواء علمي أو فني أو سياسي أو قضائي أو نحوه. مما يعني انه عندما تحصل على هذا المنصب ليس فقط لأن الظروف جعلت منك مستشارا، بل لأنك تملك من العلم ما يجعلك قادرا على تقديم الرأي في مسألة معينة تحتاج لقرار معين من صاحب القرار أو صاحب السلطة. سعادة المستشار الموقر عندما تجعلك الظروف مستشارا عند رئيس دولة أو رئيسا للوزراء فاعلم أن المسؤولية التي تقع على عاتقك أكبر، حيث انك لم تكن في هذا المنصب سوى لتقدم الرأي في مسألة تتعلق بالعباد كافة، فهي ليست مكاناً للمجاملة وتعبئة الأرصدة والجاه والمنصب فجميعها تسقط عند أول سؤال في القبر عندما يُسأل المستشار عن عمره الذي أفناه في التزلف للرئيس وعلمه الذي سخره لينال رضا الرئيس وماله الذي اكتسبه من مجاملة الرئيس وان تعارض مع رضا الله وحقوق عباده. ناهيك يا سعادة المستشار عن أمر مهم أيضاً وهو وظيفة المستشار في حقيقتها توضيح الحق من الباطل وإزالة اللبس وليست تنفيذ رغبات من يستشيرك، فشتان ما بين منصب المستشار والسكرتير، فالأول هو من يقول رأيه في مسألة يعلمها مسبقاً أو بحث فيها لاحقاً، أما الآخر فهو من يُطلب منه فقط تنفيذ الأوامر حتى لو لم يكن قابلاً بها. فأنت يا سعادة المستشار من لُقبت بالبطانة في جميع العصور فإن كنت صالحاً قد تكون سبباً في صلاح البلاد وإن كنت فاسدا فقد تكون سبباً في فساد البلاد، فلم يذكر التاريخ قصص دمار الشعوب الا كنت أنت جزءا منها فإن لم تستطع قول كلمة الحق فأنت لست مجبرا على قول كلمة الباطل وأن تبتعد عن المنصب لأنك لا تقبل بالظلم خيرا لك من أن تستمر بالباطل.. يا سعادة المستشار عندما تسخر علمك وذكاءك في تغيير الحق للباطل فقد يكون سببا في بغض الناس لك ولأبنائك فأنت لن تورث لهم سوى السمعة السيئة، فمالك يفنى ومنصبك ينتهي بعد انقضاء الدور الذي تلعبه.. يا سعادة المستشار، أصبحت أفْتَقِد المعنى الحقيقي لعملك فما زالت محاولاتي تبوء بالفشل لإقناع نفسي بأنك «لست» سكرتيرا لأصحاب القرار والنفوذ وملبياً لرغباتهم وأنك على استعداد أن تفعل عكس ما تقول وأنك على استعداد أن تكتب عكس ما كنت تُعلم به الناس فقط لأنك تخشى ممَن تعمل عنده ولا تخشى من يملكك أنت ومن تعمل عنده والكون أجمع وهو الله الذي يجب أن تتزلف له وتخشاه وتصلح ما أفسدته من أجل المال والسلطة..!! يا سعادة المستشار، لك في تجربة نهاده انتوني لاك مستشارة كلينتون عبرة عندما قالت موضحة أهمية دور المستشار في مقولتها «ارتكبت خطأ في الستة أشهر الأولى لوظيفتي كمستشارة عندما حاولت أن أكون وسيطا أمينا، أتذكر كولن باول الذي جاء يقابلنا قائلاً انه يجب علي أن أعبر أكثر عن ارائي». ومثال آخر لهنري كسنغر كمستشار، كان له دور كبير في فتح العلاقات بين الصين واميركا وكان دوره سببا رئيسياً في وقف اطلاق النار بين الفيتناميين... بمعنى أن المستشار ممكن يبني وممكن يهدم فشتان ما بين الأول والثاني.. ونختم بمقولة سيدنا علي رضي الله عنه عندما قال: الدنيا دار ممر لا دار مقر والناس فيها رجلان رجل (مستشار) باع فيها نفسه فأوبقها ورجل (مستشار) ابتاع نفسه فأعتقها.. مهند الساير
تعليقات