أزمة مصر الراهنة خسارة للجميع.. شملان العيسى مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 713 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  أين تتجه مصر؟

د. شملان يوسف العيسى

 

تشهد مصر اليوم الأحد مظاهرات واحتجاجات وحشوداً من المعارضين للرئيس محمد مرسي واحتمال اصطدامهم مع المؤيدين له من الاخوان المسلمين والتيارات المتحالف معهم، ما الهدف من هذه الاحتجاجات والمظاهرات الحاشدة؟ واين تتجه مصر بعد سنتين من ثورة 25 يناير وسنة واحدة من انتخابات الرئيس محمد مرسي؟ ما المستقبل بعد التظاهرات؟ وهل هنالك امل للديموقراطية والتنمية والاستقرار في مصر؟
الرئيس المصري في خطابه الاخير حذر من الاستقطاب السياسي في بلاده واعلن بان تجربة مصر الديموقراطية مهددة بالانهيار بسبب مؤامرات النظام السابق واعترف الرئيس بتفاهم ظاهرة البلطجة والانفلات الامني وتجاهل الرئيس مطالب المعارضة الداعية الى انتخابات رئاسية مبكرة، انصار الرئيس يؤكدون بان الرئيس منتخب بإرادة شعبية ولا يجوز اقصاؤه من منصبه الا بذات الطريقة التي وصل بها الى منصبه واكدوا بانه لا يمكن اقصاء الرئيس بالعنف ولو سقط بالعنف فلن يعيش لمصر رئيس بعد ذلك، احد القادة البارزين في الجماعة الاسلامية صفوت عبدالغني اكد بان الاسلاميين لن يتنازلوا عن استمرار الرئيس مرسي في حكم البلاد حتى نهاية مدته القانونية وان ما تفعله المعارضة حاليا سوف يرسخ شريعة الغاب فأي رئيس يحكم البلاد وتراه المعارضة ايا كانت وجهة نظرها لا يصلح سوف تقوم باسقاطه واجراء انتخابات رئاسية مبكرة وهو ما يدخل البلاد في دوامة.
مجموعات المعارضة المشكلة من عدة اطراف تقودها هذه المرة حركة «تمرد» وهي مجموعة شبابية تجمع تواقيع على استمارات تطالب بمجلس رئاسي لإدارة البلاد وتطالب بانتخابات مبكرة ورحيل الرئيس مرسي، وقد جمعوا حتى الآن 15 مليون توقيع.. ما حجة المعارضة في اقصاء رئيس منتخب لم تنته مدته القانونية؟ المعارضة تؤكد بان الاخوان المسلمين قبل وصولهم للسلطة قد وعدوا بان يكون حكمهم ديموقراطيا منفتحا ومتسامحا لكن وصولهم للسلطة قسَّم المجتمع المصري، فقد سارعوا بإصدار دستور غير توافقي وجاء «الاعلان الدستوري» الذي اعلنه الرئيس في نوفمبر الماضي والذي خول لنفسه صلاحيات كبيرة.. كما قام بنقل صلاحيات تشريعية لمجلس الشورى ثم دعا الى انتخابات برلمانية وقد شكل الاخوان ميليشيات شبابية لمداهمة المتظاهرين، والاخطر من ذلك ان الاخوان المسلمين فشلوا في تحقيق اي انجازات اقتصادية او اجتماعية تسجل لصالحهم، مجلة «الايكونومست» البريطانية توقعت انهيارا اقتصاديا في مصر ما لم يسارع الرئيس بتشكيل حكومة قادرة على اتخاذ قرارات صعبة وبسرعة وان تضم وزراء من اطياف ايديولوجية متنوعة بما فيهم تكنوقراط وعلمانيين الى جانب «الاخوان».
ما الاحتمالات المتوقعة؟ هل يتدخل الجيش لفرض الامن والاستقرار في حالة الاشتباك بين الطرفين؟ الفريق اول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة اعطى الطرفين في خطاب له مهلة اسبوع لإيجاد صيغة تفاهم لحماية مصر وشعبها مما وصفه بالانزلاق في نفق مظلم من الصراع والاقتتال الداخلي او التخوين، نأمل ان تكون المظاهرات والاحتجاجات سلمية.. الامر المؤكد بانه لا يوجد غالب او مغلوب في هذه المعركة.. الجميع خاسر.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك