الإحصاء المركزي أمن قومي.. هكذا يعتقد خالد الطراح

زاوية الكتاب

كتب 838 مشاهدات 0


القبس

من الذاكرة  /  الإحصاء أمن قومي

خالد أحمد الطراح

 

جميع المؤشرات السلوكية الاجتماعية يجب تضمينها منظومة الاحصاء المركزي، فهو لم يعد يقتصر على عدد السكان، انما يدخل في هيكلية الأمن القومي.

الإحصاء الذي تقوم به الدول لم يعد عملا كالإحصاء الذي تقوم به الدول كلاسيكيا، أي أنه لا يركز على التعداد السكاني من ذكور وإناث وحصر عدد المباني فقط. فقد أصبح التعداد الحديث علماً متطوراً بأبعاد تتعامل في خدمة الأمن القومي. لذا كان لا بد من المطالبة بأن يعاد النظر في منهجية عمل الجهاز المركزي للإحصاء. ثمة عديد من القضايا والموضوعات التي ينبغي ان تكون جزءاً رئيسياً من عمل الجهاز، وذلك لأسباب أمنية وسياسية واجتماعية.

يروي أطباء ممن يعملون في الطوارئ ليلاً أن حالات عديدة من الأطفال الذين يستقبلونهم يمكن أن توصف بأنها خطرة وتدمي القلوب، خصوصا أن هؤلاء الأطفال لم يتعرضوا لحوادث سير او إصابات من جراء «شقاوة» أطفال! لا بل هي إصابات ناتجة عن عنف اسري! نعم عنف إما من الأب أو الأم، والطفل في كل ما يعانيه لا يجرؤ على الكلام!

إن مثل هذه الحالات في الدول المتقدمة ترصد إحصائياً، فيما يعرف باحصاءات الطفل وهي، للأسف، لا تدخل ضمن منظومة عمل الجهاز المركزي للإحصاء في الكويت، والسبب ربما يعود لأن المنهجية المتبعة تقليدية أو بسبب غياب البيانات والاهتمام. ليس لدينا في الكويت احصاءات تحلل عدد الوفيات نتيجة حوادث المرور وأسبابها وظروفها، وليس لدينا احصاءات دقيقة لحالات الطلاق ولا الفئة العمرية، وعدد المدمنين على المخدرات، ولا عدد الاحداث في السجن، وطبيعة الجرائم التي يرتكبونها، ولا عدد الطلبة المتعثرين دراسيا لأي سبب كان بما فيه بطء التعلم، وهي ظاهرة لم تعد غريبة عن البيوتات الكويتية، علاوة على العديد من القضايا الحساسة المتعلقة بدور الرعاية الاجتماعية.

إن المؤشرات الاجتماعية السلوكية يجب أن تكون أساسية في منظومة عمل جهاز الإحصاء، لأنها تخاطب المجتمع مباشرة وتمس تطوره، ناهيك عن البعد الأمني لمثل هذه المؤشرات. لاشك في ان هذا لا يعني بأي حال من الأحوال اختراق خصوصية الأسرة ونشر بياناتها، وإنما ينبغي توفير هذه البيانات لمتخذي القرار وتحليل أبعادها الاجتماعية والأمنية، فهي مؤشرات غاية في الأهمية حتى تتعرف الحكومة على طبيعة التحديات، التي تواجهها وسرعة التغيير في المجتمع واتجاهاته. إن جمع هذه البيانات ضمن الإحصاء السنوي ينبغي أن يكون ضمن اهتمامات الحكومة وسياساتها.. ويمكن نشر هذه المعطيات ضمن تقارير سرية ترفع للجهات ذات الصلة للتعامل معها وإيجاد سبل معالجتها.

• • •

• على عكس تجربة الأخ الزميل سعود السمكه مع مخفر جنوب السرة، فقد كانت لي تجربة أكثر من رائعة في الاحترام والمعاملة الحسنة مع رئيس مخفر اليرموك المقدم حبيب المويل والمحقق بسام المشعان في مخفر الخالدية.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك