من‮ ‬يرد معرفة حقيقة الكويتيين في‮ ‬رمضان فلينظر الى المساجد.. برأي علي الذايدي

زاوية الكتاب

كتب 787 مشاهدات 0


عالم اليوم

بلا عنوان  /  إعلامنا الهابط في شهر الخير

علي الذايدي

 

جاء رمضان وأقبل الحبيب ووصلت بشائر الخير إلى نفوس أتعبتها الذنوب وأنهكها الجهد في محاولتها للسير في طرق الحياة التي لا تكون دائما مفروشة بالورود، فنجد في رمضان فرصة لنقد الذات ومحاسبة النفس والاسترخاء من هموم الحياة.

ولكن رمضان في السنوات الأخيرة أصبح موسما ناجحا لتسويق بعض الأعمال الفنية التي لا تجد وقتا مناسبا للعرض إلا في هذا الشهر الفضيل.

كثيرة هي الأعمال الفنية التي تنتظر بدء الشهر الكريم لكي تعرض، ولكن أكثر ما يثير الاشمئزاز والتقزز هي الأعمال التي يدعي من يكتبها انها تعالج الواقع الاجتماعي في الكويت، وهي في حقيقة الأمر عرض لمجموعة من الساقطات وأنواع الملابس التي لا تجرؤ أي امرأة محترمة على لبسها حتى أمام زوجها، ومن الأعمال التي تثير الاشمئزاز ايضا ما يقوم به اثنان من المهرجين والتي لا تعدو كونها استهزاء وسخرية من ثقافات دول عربية واسلامية، فتارة يقلدون شخصية من اليمن بطريقة مستفزة، أو مواطنا مصريا بسيطا بطريقة مسيئة، أو تقليد مواطن عراقي بطريقة مضحكة مع تجاهل كامل لكل ما يمر به العراقيون من مآس وكوارث لا يتحملها إنسان.

قبل سنوات قامت مجموعة من الممثلين بعرض مسرحية اسمها «حب في الفلوجة» وفي نفس وقت عرض المسرحية كانت الفلوجة محاصرة من قبل القوات الأميركية التي كانت تمطرها بأنواع القنابل والصواريخ في حملة عسكرية استمرت أسابيع عدة بحجة وجود عناصر من القاعدة فيها، هذه العقلية المريضة وهذا النوع من الاستهزاء هو الذي يسبب الكره لكل ما هو كويتي، فالقارئ العربي لا يعلم حقيقة مشاعر السواد الأعظم من الكويتيين، ولكنه يعتقد ان الإعلام الكويتي يمثل الكويت ككل، ولم لا وهذه الأعمال تعرض على جهاز رسمي وقنوات رسمية ويقوم بالانفاق عليها رجال أعمال كويتيون ويؤدي هذه الأعمال ممثلون كويتيون، على الأقل ولادة ونشأة.

لا بد من وقفة تتم من خلالها دراسة النصوص التي سيتم عرضها سواء في رمضان أو غير رمضان، ولا بد من تفعيل دور الرقابة على النصوص في وزارة الإعلام، ويجب عدم الالتفات الى الأصوات النشاز الصادرة من جمعيات النفع العام التي تمثل النساء والليبراليين والتي تعتبر ذلك نوعا من سياسة تكميم الأفواه ورقابة على الفكر وتقييدا للابداع، بالله عليكم أين الابداع في هذه الأعمال الفنية التي تكلمت عنها؟

أين الابداع في السخرية من معاناة الآخرين؟

أين الإبداع في البحث عن الربح السريع بطريقة المنتج المنفذ؟

أين الإبداع في السخرية من ثقافات المجتمعات الأخرى؟

لا يوجد إبداع ولكن بحثا عن المال وتكسبا في غير محله وبطريقة تثير الاشمئزاز.

في النهاية نقول ان الكويت أكبر من أن يمثلها هؤلاء المهرجون، ولكن من يرد معرفة حقيقة الكويتيين في رمضان فلينظر الى المساجد التي تمتلئ عن آخرها في هذا الشهر الفضيل، ومن يرد ان يعرف الكويتيين فلينظر الى موائد افطار الصائم التي تنتشر في كل أرجاء الكويت، ومن يريد ن يعرف أكثر فلينظر الى المئة وعشرين الف مصلٍ الذين تكتظ بهم ردهات المسجد الكبير، بالاضافة الى بقية المساجد المنتشرة في الكويت، هؤلاء هم الرجال والنساء الكويتيون الحقيقيون، أما الأطفال وصغار السن فنتركهم ليشاهدوا أعمال هؤلاء المهرجين لكي يضحكوا منها، فهذا هو جمهورهم الحقيقي.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك