التعاطف الكويتي مع الشعب السوري مشروع.. برأي يوسف الشهاب
زاوية الكتابكتب يونيو 23, 2013, 10:53 م 826 مشاهدات 0
القبس
شرباكة / الفتنة نائمة لا توقظوها
يوسف الشهاب
من الطبيعي جداً، أن نتألم ونحن نرى ما يحدث للشعب السوري من قتل وتعذيب وتهجير على ايدي اناس فقدوا الانسانية، تناسوا حق المسلم على المسلم، فالدم الذي يسفك هو دم عربي مسلم، فدم المسلم على المسلم حرام، كما قال نبي الأمة المصطفى محمد عليه افضل الصلاة والسلام، فروابط الدين والدم والعروبة والمصير المشترك تدفعنا الى التعبير عما بداخل النفوس من حرقة وألم على مايعانيه الابرياء من الشعب السوري الشقيق، على ايدي جلاديه، ونسأل الله ان يفرج كربهم، ويخفف روعاتهم، ويجعل لهم من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجاً.
هذا التعاطف الكويتي مع الاخوة ابناء الشعب السوري، تعاطف مشروع، فالناس مشاعر واحاسيس، تفرح عند الفرح وتتألم عند الألم، خاصة حين يكون هذا الألم يمس الدين والعرض والكرامة ويزهق ارواحا بريئة ورب العباد يقول «ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق»، فأي حق هذا الذي تقتل فيه نفوس الابرياء فوق التراب السوري، وأي ذنب هذا الذي ارتكبته تلك الجموع التي تركت الديار والبيوت الى خارج حدود وطنها، بحثاً عن الأمن والحفاظ على الارواح؟.
الفزعة.. مع كل مظلوم يبحث عن حريته وكرامته ضد سلطان جائر ومستبد واجبة وفيها أجر وثواب من الرحمن، لكن مثل هذه الفزعة يجب الا يرى فيها البعض، خاصة بعض رجال الدين أو من يدعون بذلك، يجب الا تنعكس على المناخ الاجتماعي العام، ليس في الكويت وحدها بل في أي مجتمع آخر، ذلك ان مثل هذه الانعكاسات الطائفية والفئوية، وحتى القبلية، التي تؤدي في ذلك المجتمع الى مزيد من الضياع والفرقة والتناحر وكلها لا نهاية لها سوى الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد، وبالتالي ضياع الترابط الاجتماعي وسيطرة التفكك والبغضاء والعداوات بدلاً من الوحدة والمودة والمحبة في هذا المجتمع.
الحروب الطائفية والمذهبية حروب قذرة لا يستفيد منها سوى أعداء الإنسانية وتجار السلاح والشامتين في هذا المجتمع او ذاك، وهذه الحروب علمتنا تجارب الآخرين انها خاسرة لا يدفع ثمنها الا الابرياء من الضحايا، ولا تؤدي إلا الى تدمير البلاد، وبالتالي تدمير الإنسانية فيها، فالعاقل من يأخذ العبرة من تجارب الآخرين وينأى بنفسه ومجتمعه، عن كل ما قد يدفع به الى الكراهية والضغينة، فالتطاحن لن يؤدي الى نتيجة محمودة، ولا الى حصاد نافع لكل ابناء المجتمع، فكم من مجتمعات ضاعت هيبتها ومكانتها بعد حروب طائفية اكلت ما فيها من اخضر ويابس، وأحرقت كل معاني الحياة الجميلة التي كان يتمتع بها المجتمع.
رجال الدين، على اختلاف مذاهبهم، امام مسؤولية دينية كبيرة وتاريخية وانسانية في محاربة كل سموم طائفية او قبلية او فئوية، وهم مطالبون بالوقوف امام من يريد الشر بالمجتمع بدلا من الخير، ومطالبون باظهار الكلمة الطيبة النافعة التي يأتي من ورائها النفع والفائدة.
تعليقات