الكاريزما أحيانا تكون مفسدة.. تركي العازمي مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 1083 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  عفواً: الماضي لا يعود..!

د. تركي العازمي

 

مع كل أزمة سياسية تعصف بالبلاد، يظهر لنا البعض ويصور لنا أنه قيادي وسياسي واجتماعي ودستوري وخدماتي وهو فرد من أفراد المجتمع... والصحيح انه قد يفهم في جزئية معينة لكن من المستحيل أن يكون خبيرا في كل الجوانب التي ذكرناها!
وهناك آخرون، يحسنون في سرد أحداث التاريخ ويذكروننا بالسلوكيات والقرارات الحكومية في العقود الماضية ليبينوا لنا كيف كانت الحكومة تحاول الانفراد بالسلطة وحب سيطرتها على مخرجات الشارع الكويتي!
طيب... ما الحل؟... سؤال طرحه صديق وقلت «عين خير» فالحكومة يمثلها إخوان لنا من أبناء جلدتنا ومن الطبيعي أن يتضامنوا مع الحكومة وقد تتغير مفاهيمهم بعد مشاركتهم في الحكومة لكن سبب تدهور الأحوال يعود لعوامل اجتماعية صرفة!
و... عفوا: الماضي لا يعود سواء أكان ماضي النمط الاجتماعي (ثقافة المجتمع) أو النمط السياسي في طبيعة الممارسة الديموقراطية ولذلك ذكر معظم باحثي العلم الاستراتيجي أن الماضي تخرج منه استراتيجية الغد وهو فكر لم تأخذ به الحكومة ولم تستوعبه بعض الكتل السياسية... فبعضهم يندمج مع الآخر متى ما تلاقت المصالح وهذا يعني أنه لا توجد أجندة إصلاحية سليمة ولنا في كتلة الغالبية والحراك السياسي اسوة حسنة ولنا في تصريح إدارة الفتوى والتشريع مثال حي بعد استعانة الحكومة بخبير دستوري من مصر!
ومادام الماضي لا يعود ونحن لم نستفد من الأخطاء لوضع خطة استراتيجية تصحيحية مستقبلية وهو منهج غير متبع منذ عقود... استمرت الأوضاع على الخطى نفسها تسير وتسير، والعامل المشترك ينحصر في تحالفات ومصالح متبادلة وزد عليها « تبادل الأصوات»!
مما تقدم، أعتقد بأننا سنبقى على ما نحن عليه لأننا مغيبون استراتيجيا و«معوقون» ثقافيا في طريقة اختيارنا حتى في مشاركتنا بالانتخابات المقبلة بتنا بين فريقين «فريق يدرس المشاركة» و«فريق مصلحته في المشاركة ايا كانت الأسباب» ولو أننا ثقافيا استوعبنا الحاجة في تطبيق الفكر الاستراتيجي وسلمنا أجندة إصلاحية سليمة لرموز مقبولة تتميز بصفة الإقناع والطرح العقلاني المعتدل ووفق مناورات سياسية مستقيمة لكننا في حال أفضل مما نحن عليه الآن!
نحن منذ سنوات نسير خلف الأشخاص وننحاز «قبليا» لفرد من «فخذ» معين وتزكي الكتل الآخرى من تراه مناسبا حسب التأثير وحتى وإن كان البعض لديه كاريزما معينة الا أنهم تجاهلوا تحليل بعض الباحثين في علم القيادة الذي يؤكد أن الكاريزما أحيانا تكون مفسدة!
ما نريده الآن يتلخص في الآتي:
- إدراك أهمية الحفاظ على دستور 1962 عمليا.
- تحديد الفجوة بين الحكومة والمجلس والأسباب التي أوجدتها.
- اختيار قياديين بعيدا عن المحاصصة حتى على مستوى النواب من قبل الناخبين والناخبات.
- تطبيق الفكر الاستراتيجي في معالجة القضايا العالقة منذ عقود.
هذا بشكــــل موجز... فنحن لن نصــــل إلى غد مشــــرق في ظل العقلـــــية التي تدير بها الحكومة شــــــؤون الــــبلد وكذلك الحال بالنسبة للكتل الســـياســــية وأضـــف إليها «هشاشة» المفاهيم الثقافية.
... والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك