خالد الطراح يكتب: الإعلام هو خط الدفاع الأول!
زاوية الكتابكتب يونيو 23, 2013, 12:20 ص 915 مشاهدات 0
القبس
من الذاكرة / الإعلام خط الدفاع الأول
خالد أحمد الطراح
تجربة الغزو العراقي الغاشم أكدت أهمية وجود مراكز إعلامية وتواصل مع العالم من أجل قضية الكويت، وان الإعلام هو خط الدفاع الأول.
شدد سمو الشيخ جابر المبارك قبل أيام على ان «الإعلام خط الدفاع الأول في مواجهة التفكك والتعصب». عادت بي الذاكرة وأنا اقرأ تصريح الأخ ابو صباح إلى أيام الغزو، حين كان سمو رئيس الوزراء وزيرا للإعلام، فقد كان هكذا يتحدث ويوجه المؤسسات الإعلامية خلال اتصالاته. لذلك، حرص على أن ينشئ المركز الإعلامي الكويتي في مصر، وكنت وقتها انتقلت من العمل في مكتب «كونا» في موسكو إلى القاهرة في أواخر عام 1990.
اعتقد ان تجربة الغزو برهنت على أهمية وجود مراكز إعلامية ونوافذ اتصال وتواصل مع العالم من اجل قضية الكويت والدفاع عنها إعلاميا وثقافيا وسياسيا. وبناء على ذلك، انطلقت مسيرة إنشاء مراكز إعلامية، حيث تم افتتاح مراكز في لندن وواشنطن وباريس وعواصم عربية عديدة. وكان لي الشرف أن اخلف الأخ الدكتور سعد بن طفلة، بعد ان أصبح وزيرا للإعلام. العمل الإعلامي ليس له سقف أو بالأحرى سقفك السماء فمن أعمال قد تبدو بسيطة إلا ان مردودها غالبا ما يكون واسع النطاق وايجابيا. بعض المكاتب عملت بشكل جاد وخلقت جسورا من العلاقات مع الأطياف السياسية ووسائل الإعلام. محطة عملي في لندن، لله الحمد حققت انجازات عديدة لعل أبرزها توطيد العلاقة مع منظمة يرناردوز الاجتماعية التي ترأستها آنذاك السيدة شيري بلير قرينة رئيس الوزراء البريطاني، وتوجت العلاقة مع المنظمة بزيارتين للرئيسة بلير الى الكويت، وكانت بمنزلة أول اتصال للكويت مع الخارج الأوروبي على مستوى العمل الاجتماعي والإنساني والخيري، فقد اعتادت الكويت ربط علاقاتها مع العالم الإسلامي والمراكز الإسلامية في أوروبا وأميركا فقط! وتلت ذلك زيارات إلى الكويت لوفد برلماني مسلم بعد أحداث 11 سبتمبر ووفود إعلامية بريطانية. وزار لندن أيضا وفود كويتية متنوعة إعلامية ونسائية وبرلمانية وشعبية. ولعل العمل الأبرز هو الإعلان عن قيام مجموعة الكويت البريطانية البرلمانية التي ضمت ممثلين عن كافة الأحزاب من مجلس العموم ومجلس اللوردات. في عام 2007 اتخذ مجلس الوزراء قرارا من دون أي مقدمات او مبررات بإغلاق المكاتب الإعلامية، ولم تكن هناك خطة للتواصل والمحافظة على ما تحقق في جميع العواصم.
الأمر المضحك، الذي لم أنفذه طبعا، هو طلب وزارة الإعلام بيع ممتلكات المكتب بالمزاد! تصرفت بالممتلكات عن طريق توزيعها على الممثليات الكويتية باستثناء آلة التصوير التي أصرت الوزارة على شحنها إلى الكويت!!
عودة إلى تصريح الأخ ابو صباح ان منهجية العمل في وزارة الإعلام بحاجة إلى إعادة نظر شاملة وان تكون لها خطة عمل متناغمة مع خطة الحكومة ورؤية الدولة ككل وان تكون هناك دراسة دقيقة لاتجاهات الرأي وان يكون الإنتاج التلفزيوني والاذاعي يواجه التطرف والمذهبية والتعصب ويحافظ على الوحدة الوطنية ويرسخ الوعي الديموقراطي من خلال أعمال رصينة وخطط مدروسة. أما إذا ظلت الوزارة على ما هي عليه فلا يمكن ان تكون خط الدفاع الاول!
تعليقات