إلى الآن لا توجد قيود على حرية التفكير.. هذا ما تراه فاطمة الشايجي
زاوية الكتابكتب يونيو 13, 2013, 11:28 م 757 مشاهدات 0
الأنباء
يسألون عن / حرية التفكير
د. فاطمة الشايجي
حرية التفكير أحد الحقوق التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ولكن لابد لنا من معرفة ماذا تعني حرية التفكير؟.
وكبداية تعتبر هذه الحرية هي الأساس الذي يحدد باقي الحريات كحرية التعبير والرأي والديانة والضمير.. الخ.
وتعتبر حرية التفكير من الحريات المبطنة التي تحتاج إلى طريقة للتعبير عنها، وطبيعة التفكير نفسه هي التي تحدد طريقة التعبير، فالتفكير عملية تحدث في الذهن لا يراها أحد إلا بعد محاولة التعبير عنها بطريقة تجعل منها واقعا. وغالبا ما يتكون الفكر أو الأفكار من الرغبات أو من المثيرات، وباستخدام العمليات العقلية في الذهن كالإدراك والوعي والملاحظة والاستنتاج تخرج الفكرة من الذهن إلى الواقع. نقف عند مفهوم الرغبات والمثيرات، فقد يرغب إنسان في أن يطور من مستواه المعيشي لذلك يبحث عن المعلومات التي تساعده على رفع مستواه المعيشي كما أنه سينظر للمعطيات المتاحة له التي ستعزز من مطالبه. أما مفهوم المثيرات فنحن غالبا نفكر في أمور أثارت مسلمات لدينا ونحاول إثبات صحة مسلماتنا، وبما أن هناك اختلافا طبيعيا بين البشر إذن، فإن اتجاهات وأغراض وأنماط التفكير أيضا مختلفة، لذلك يحق لكل إنسان أن يحدد اتجاهه الفكري وغرضه من التفكير والنمط الذي سيمارس فيه اتجاهه الذي اختاره.
حرية التفكير تلزم الإنسان وترسم له حرية التعبير. فلنقل مثلا: اختار فرد الفكر الليبرالي، في هذه الحالة يجب عليه بعد أن يستوعب ويفهم طبيعة الفكر الذي اختاره أن يوظف فكره ليحقق أغراضه والتي تتمثل في التخطيط السليم لحل المشكلات واتخاذ القرار والحكم على الأشياء. ولا ننسى أن تطبيق الفكر على أرض الواقع ينتج عنه الإحساس بالبهجة والاستمتاع ويفتح مجالا للتخيل لوضع خطط مستقبلية لتفادي أي أخطاء أو مشكلات قد تظهر نتيجة لعدم توافق قراراته مع المتغيرات التي قد تحدث. ولكن توظيف اتجاه الفكر يحتاج إلى نمط من التفكير أو ما نطلق عليه شكل التفكير، هل هو بديهي أم نقدي أم علمي أم عاطفي أم رياضي أم إبداعي؟ ولكل نمط من التفكير قوانين وقيود يلتزم بها الفرد حتى يستطيع أن يبقى ضمن المنظومة الفكرية التي من خلالها يتيح للآخر أن يستوعب فكره ويتفاعل معه. إلى الآن لا توجد قيود على حرية التفكير فلكل فرد الحق في اختيار الاتجاه الذي يريده. كما أن له الحق في اختيار الدين الذي يجده مناسبا له، لذا سنتعرض في المقال القادم لحرية الديانة.
تعليقات