لا يجوز التظاهر ضد لبنان.. برأي شملان العيسى
زاوية الكتابكتب يونيو 13, 2013, 12:21 ص 1194 مشاهدات 0
الوطن
ملتقطات / أبوي ما يقدر إلا على أمي
د. شملان يوسف العيسى
يطلق هذا المثل الكويتي الشعبي على الاشخاص الذين يصبون جام غضبهم على الشخص الضعيف ويتجاهلون القوي خوفاً من بطشه.
تذكرت هذا المثل الشعبي وانا اقرأ رسالة نصية وصلتني عبر الهاتف يقول فيها الدكتور شافي العجمي سنعتصم عند السفارة اللبنانية الليلة (الثلاثاء) لايصال الرسالة الاولى لوقف عدوان حزب الله فان لم يرتدعوا فسننتقل للمقاطعة الاقتصادية للبضائع اللبنانية.
لا اعرف شخصياً الدكتور شافي العجمي لكن استغرب كيف يضع شخص يحمل درجة دكتوراه اللوم على ما يحدث في لبنان على الحكومة اللبنانية، التي تعاني معاناة حقيقية من الخلل البنيوي الذي يشوب النظام السياسي اللبناني على الصعيدين الداخلي والخارجي يؤثر تأثيراً مباشراً على ممارسة المواطنة في لبنان.. هذا الضعف والخلل اعطى سورية كدولة عربية كبيرة مجاورة للبنان نفوذاً لم يسبق له مثيل في ادارة الشؤون اللبنانية الداخلية والخارجية.
ضعف لبنان هو مصدر قوته في نفس الوقت فالطبيعة التعددية سمحت للديموقراطية ان تزهر في لبنان وان تكون افضل دولة عربية ديموقراطية لكن هذه التعددية لم تتبلور في برنامج سياسي يصهر هذه الولاءات السياسية المختلفة في بوتقة وطنية تعزز مفهوم المواطنة اللبنانية والتعددية الفكرية والدينية والتي ميزت لبنان عن اشقائها العرب كذلك حاولت الانظمة الاستبدادية المجاورة تقويض النظام اللبناني المتميز حتى لا تنتقل عدوى الديموقراطية الى سورية.
علينا في الكويت ان نتفهم الوضع اللبناني جيداً فهذا البلد الديموقراطي الجميل مخترق سياسياً وعسكرياً فالصراع السوري – الاسرائيلي الطويل جعل الزعماء السوريين يعمدون الى نقل مصالحهم الامنية الى البلدان الاخرى ومنها لبنان حتى اصبح من الصعب الفصل بين امن لبنان وامن سورية، لذلك سمحت سورية لنفسها بالتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية عبر اعوانها وانصارها ومؤيديها من الاحزاب اللبنانية القومية او حزب الله او الحزب السوري الاجتماعي.. حتى ان المسؤولين السوريين لا يترددون في القول بان وجودهم العسكري في لبنان وجود شرعي وحتى قبل رحيل القوات السورية عن لبنان بعد توقيع اتفاقية الطائف.. بقي اعوان سورية من ميليشيات عون المسيحية او انصار حزب الله يمثلون المصالح السورية.
اليوم مطلوب من كل الدول المحبة للسلام والديموقراطية والتعايش السلمي دعم لبنان في محنته الحالية.. شعب لبنان وحكومته غير قادرين على منع تزايد النفوذ السوري في بلدهم بسبب وجود لبنانيين موالين لسورية من الشعب اللبناني وباسم الدفاع عن الطائفية اشتعلت الحرب في سورية وتمتد اليوم الى لبنان وربما تتسع الرقعة لبقية الاقطار العربية لذلك لا يجوز التظاهر ضد لبنان.. فهو جزء من محنتنا العربية.
تعليقات