عن مفاهيم الإصلاح المرجوة!.. يكتب تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 669 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  مفاهيم الإصلاح المرجوة!

د. تركي العازمي

 

جاء في الحديث الشريف «كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون»... وهو ما ذكرته لزميل يسأل عن التيه الاجتماعي الذي نعيشه!
كنت وما زلت مؤمنا بقول المصطفى «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب «فأين نحن من هذا الحديث وأخطاؤنا تتكرر وبصور مختلفة تتغير مع تغير تداعيات المواقف!
نعم... نستمر في الخطأ وتأخذنا العزة بالإثم في مجالسنا التي يفترض أن تكون مدارس نستفد منها لكن هيهات أن نتعظ.. وكذلك في صحفنا صور للأخطاء وأوجه الفساد ولا نلتفت لها وكأننا تعودنا على قراءة المشاكل ونسينا الحلول ومحاسبة المتسبب في ما تعرضه لنا الايام من قصور بعضه متعمد!
ولأن من أمن العقوبة أساء الأدب... صارت المشاهد مألوفة وهذا لا يعني أن الصورة التي نعرضها تشاؤمية ولكن نقصد من طرحها تذكير المسؤولين عن إدارة شؤون البلد من قياديين بعضهم يبحث عن مكافأة التقاعد!
والإصلاح «إسطوانة» نظرية تدرك «المضغة» التي تطلقها وتعلم انعكاساتها... إنها غير صالحة في معظم الأحوال!
نبتسم ابتسامة صفراء وإن جلسنا نتناقش حول موضوع في مجلس... نخرج ونجد من يستقبلنا في سؤال «ها شصار» ولا يعلمون أن للمجالس «حشمة ووقار» ولهذا يدعو المؤمن فور قيامه من مجلس يكثر فيه اللغط بما جاء في الحديث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم «مَنْ جَلَسَ في مَجْلس فَكثُرَ فيهِ لَغطُهُ فقال قَبْلَ أنْ يَقُومَ منْ مجلْسه ذلك: سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك: إلا غُفِرَ لَهُ ماَ كان َ في مجلسه ذلكَ»...!
ان الله غفور رحيم... ومن هنا يجب أن نعود إلى رشدنا فلا يجب أن ننتظر حتى قدوم رمضان كي نفهم كم هي عظيمة مفاهيم ديننا الإسلامي!
ندرك علميا مما تقدم، ان مفاهيم الإصلاح المرجوة تبدأ من صلاح « المضغة - القلب» وصفاء السريرة والرجوع عن الخطأ فضيلة ما بعدها فضيلة.
نحاول أن نكتب ونعرض بعض المشاهد ونعلم علم اليقين بأن هناك مجاميع طيبة المعشر وفي القرب منها فوائد لا تعد ولا تحصى ولأننا لم نختار من نتعامل معه أصبحنا نتعرض للأخطاء ونحاول الابتعاد عن تأثيرها لكنها تلاحقنا ولا مناص منها!
ندرك بأن نظامنا التعليمي بحاجة إلى مواد علمية ترفع من ثقافة الجيل الحاضر قيادي المستقبل، ونفهم بأن الإصلاح السياسي يحتاج إلى تنازلات والعناد فيه لا يوفر لنا ارضية مناسبة للإصلاح... ونعلم أن كل ما نعانيه من مشاكل سببها يكمن في غياب القيادة السليمة لشؤوننا!
لنعترف بالخطأ... ونتوب بدءاً من المنزل إلى العمل مرورا بمشاركاتنا الاجتماعية والسياسية فنحن مهما عملنا نبقى بشراً معرضين للخطأ: فهل نتوب أو ننتظر هذا الشعور ونحن نزور مريضاً على فراش الموت، أو نشعر به أثناء تشييعنا لفقيد حبيب على قلبنا كان معنا في هذه الحياة الفانية!
اتقوا الله في أنفسكم أولا واعلموا انكم ملاقو ربكم يوم لا ينفع لا تكتل ولا فئة ولا قبيلة ولا ابن ولا مال.... والله المستعان! 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك