إخلاص 'زيباري' للعراق جعله ينطلق من الكويت.. بنظر حسن كرم

زاوية الكتاب

كتب 945 مشاهدات 0


الوطن

زيباري ليس دائماً..

حسن علي كرم

 

إذا كان هناك من يستحق منحه جائزة السلام، وإذا كان هناك من يستحق منحه أعلى قلادة في الدولة الكويتية، فلا اعتقد أن هناك من يستحقها كما يستحقها وزير خارجية العراق السيد هوشيار زيباري.
هذا الرجل لم يحمل قضية في تصوري كما حمل على عاتقه قضية الكويت والعراق، وكيفية إزالة كافة المعوقات التي تعترض إنشاء علاقة طبيعية ودائمة بين البلدين، بعد عقود من الالتباس والشك وخاتمتها الغزو فالاحتلال فحرب التحرير.
هذا الرجل إخلاصه للعراق (الجديد) جعله ينطلق من الكويت، فالعراق لن يستطيع ان يندمج بالمجتمع الدولي اذا لم يف بكافة التزامه حيال الكويت، فالغزو لم يكن رحلة استجمام للقوات العراقية التي احتلت الكويت وإنما كان عدوان دولة مستقلة على دولة مستقلة، وحقوق الكويت في حياة الدكتاتور صدام حسين او بعد رحيله لا تسقط على العراق، وخروج العراق لكونه الدولة المعتدية من الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة لن يتحقق الا اذا تسلمت الكويت كافة حقوقها القانونية وفقا للقرارات الدولية ولا سيما القرار 91/678 والقرار 833 الخاص بترسيم الحدود.
من هنا اعتقد ان هوشيار زيباري حمل على عاتقه انهاء كافة المتعلقات التي ترتبت على العراق جراء العدوان على الكويت، واعتقد لو كان وزير اخر للخارجية العراقية غير زيباري لما خطا العراق خطوة واحدة في العلاقة الكويتية - العراقية، فرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بدأ حياته السياسية بشتم الكويت واتهامها بسرقة اراض عراقية غير معترف بالحدود المرسومة وفقا للقرار الدولي رقم 833، ونوري المالكي مثل وزير نقله هادي العامري دعا الكويت الى زحزحة ميناء مبارك من موقعه لانه يزاحم الموانئ العراقية، ولبيد عبادي الوكيل الاقدم للخارجية العراقية لم يكن حيال الكويت أفضل من رئيس وزرائه او وزير النقل العامري، وكثيرون من السياسيين والساسة العراقيين وتحديدا العرب (أهل الجنوب والوسط) مواقفهم من الكويت معادية ولا تزال ، وحده زيباري والرئيس جلال طالباني وبقية الترويكة الكردية هي التي اعترفت بحقوق الكويت.
واذا كان العراق بانتظار انزال الستارة على نهاية الفصل الاخير من الخروج من الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة، ولئن كانت الكويت قد تنفست الصعداء بعد الانتهاء من المسألة الحدودية، وتمت إزالة كافة المعوقات والانتهاء من صيانة العلامات الحدودية فالفضل لا ريب يعود الى هذا الرجل المخلص السيد زيباري.
لقد تحمل الرجل الكثير من الاتهامات والتشكيكات وقبضه رشاوى من الكويت، الا ان ذلك لم يثنه عن مواصلة هدفه.
ان البلدين وهما يتخطيان اصعب المراحل وهي المرحلة الحدودية، فذلك لا يعني ان العلاقة ستغدو سمناً وعسلاً، فهوشيار زيباري لن يبقى دائما في منصبه ولن يكون دائما للعراق او دائما للكويت ولا يجب ان نتكل على النوايا، فهوشيار الآن موجود ولكن ماذا بعده، تلك هي المسألة؟!!
من هنا أعتقد انه لا مناص من إبرام اتفاقية سلام وعدم اعتداء بين البلدين برعاية مجلس الأمن وتحت مظلة الامم المتحدة.. ان جرح الكويت لا يزال ينزف ومن لدغته حية يخاف من جرة الحبل.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك