تزايد التكتلات شبه السياسية لا يخدم مصلحة الكويت.. هكذا يعتقد الطراح
زاوية الكتابكتب يونيو 9, 2013, 12:24 ص 807 مشاهدات 0
القبس
من الذاكرة / وقفة سياسية
خالد أحمد الطراح
• لا شك ان التعاون وإبداء الرأي مطلوبان، لا سيما عندما تتراكم القضايا.. إنما ليس بكثرة البيانات والندوات وغيرها.. دعوا الحكومة تلعب دورها، فهذه مسؤوليتها.
تشهد الساحة المحلية منذ فترة حراكا سياسيا يتمثل في ظهور تجمعات سياسية بتوجهات متباينة. من هذه المجاميع من يعمل تحت أضواء إعلامية، فيما ينتهج البعض الآخر نهج الاجتماعات وصياغة الوثائق وعرض المعطيات التي يرغب في تقديمها الى مرجعيات الدولة وأصحاب القرار. لا شك ان هذه المجموعات تستهدف مصلحة البلد حتى لو اختلقت وتناقضت الرؤى في ما بينها أو مع غيرها من التجمعات والتشكيلات السياسية والفكرية. الا انني اجد في عددها المتزايد ما يمكن ان يشتت الجهود والمساعي المخلصة نحو معالجة الوضع العام وافساح المجال للقيام بالإصلاح والتطوير والتنمية مع الحفاظ على المكتسبات الديموقراطية في الكويت. على أن المتتبع للشأن العام يمكن أن يشخص معضلات الساحة السياسية ببعض محاور رئيسية ليت تلك التجمعات تتآلف لتوحيد الصف بشأنها.
من أهم هذه القضايا الوضع الأمني المضطرب في المنطقة وتداعياته على الوضع الداخلي في البلاد. إن سياسة النأي بالنفس عما يدور حولنا وتجاهله هي من باب دفن الرأس في الرمال كالنعامة. كما أن نجعله هاجسنا الوحيد ومقاربته في كل شؤون حياتنا إفراط وتهويل لا يعودان علينا بالاستقرار.
في البعد الداخلي هناك قضايا يأبى معظم المتتبعين للشأن العام إلا أن يخوض فيها وهي مسألة الفساد المالي والإداري التي يبدو أن الحديث عنها مشاع وعلني حتى وصل الأمر إلى أن كل مواطن لديه رواية عن حالة فساد هو متيقن منها. ومهما كانت صوابية هذه الادعاءات فيبدو ان هناك وراء الأكمة ما وراءها. وفي مجتمع متقدم تكنولوجياً كالمجتمع الكويتي، فإن المعلومة تتناقل بسرعة فائقة وتصبح مع الوقت الإشاعات حقيقة راسخة. إن التواصل بين الحكومة والشعب بكل شفافية هو المفتاح السحري للحد من مثل هذه الحالات المنتشرة.
إن المغالاة في استمالة فئات بعينها من الشعب على أساس قبلي أو مذهبي هي مقتل أي استقرار قد يترسخ في بلادنا. فالأصل أننا كلنا مواطنون والجميع سواسية تحت سقف الدستور ومظلة حكم آل الصباح الكرام، ولا داعي لإثبات ذلك للمواطنين كلما ظهرت مشكلة مهما كانت. إن احترامنا لحكامنا أمر مفروغ منه وكل الكويتيين يجمعهم هذا الحب والاحترام حتى لو فرقتهم أفكار ووجهات نظر.
ان الفرقة المذهبية التي يشهدها العالم الإسلامي وللأسف نعيشها الآن. وحري بنا أن نتعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة التي إن استفحلت ستأكل الأخضر واليابس. إننا والحمد لله، نعيش في مجتمع متسامح ومتكافل ولم نعرف مثل هذه التفرقة المذهبية من قبل.
عود على بدء، أقول ان إصلاح ما أفسدته مجريات الأمور يستوجب التعاون للخروج بحلول قد يستفيد منها متخذ القرار. فالهرولة المستمرة إلى أبواب القصر الأميري لتقديم مرئيات متفرقة متباينة قد تكون قد صيغت بنوايا طيبة، لا تكرس توحيد الجهود.
إن مسؤولية الحكومة أن تنفذ مهامها بكفاءة وتدير الأزمات إن وجدت. هذا هو دورها الرئيسي. فمن غير المقبول، ونحن في بلد المؤسسات المستقرة والراسخة، أن يتصدى كل من لديه هدف ما أن يشارك الحكومة في تسيير أمر البلاد من خلال الإعلام والعرائض والبيانات والندوات والتجمعات المرقمة والمرمزة.
فلندع الحكومة تقوم بدورها ونبتعد عن تشتيت انتباهها وبعثرة جهودها حتى نحاسبها بكل شفافية ومصداقية. والرأي في نهاية القول ان تزايد عدد التكتلات والتجمعات شبه السياسية لا يخدم الهدف الاساسي وهو مصلحة الكويت وطنا وشعبا.
تعليقات