تحقيق الدولة العصرية الديموقراطية ليست أمراً سهلاً.. شملان العيسى مؤكداً
زاوية الكتابكتب يونيو 9, 2013, 12:20 ص 1397 مشاهدات 0
الوطن
ملتقطات / بين القبلية والمدنية
د. شملان يوسف العيسى
أثارت زيارات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لرؤساء القبائل المختلفة في الكويت تساؤلات حول المغزى الرئيسي لهذه الزيارات، فقد فسرها البعض بأنها مجرد زيارات مجاملة للاب الوالد لاخوته ابناء القبائل ورؤسائها وهي لا تتعدى كونها زيارات عادية الغرض منها التواصل مع شريحة مهمة من الشعب الكويتي، البعض الآخر اعطى الزيارة ابعادا سياسية الهدف منها كسب ولاء القبائل تحسبا للانتخابات الجديدة في حالة حكم المحكمة الدستورية باجراء انتخابات جديدة، وفريق ثالث اعطى الزيارة ابعادا سياسية واجتماعية بانها محاولة لتعزيز وتمكين الدولة القبلية وهذا ما يتمشى مع حالة الانشطار والتشظي التي تسود دول المنطقة العربية.
فالنخبة العربية التي تحكم الوطن العربي فشلت في ترسيخ مفهوم الدولة الديموقراطية التعددية التي عمادها الدستور ودولة القانون والعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص للجميع، ما حصل في الوطن العربي هو ان الفشل في الاتجاه نحو المدنية والحداثة فرش الارضية لعودة الولاءات الجانبية سواء كانت قبلية في حالة دول الخليج العربية أو عودة للطائفية في حالة سورية والعراق ولبنان، اما في حالة السودان ومصر وتونس فقد برزت الولاءات الحزبية الضيقة باسم الدين «الاخوان المسلمين» هذه الجماعات الدينية النشطة والمنظمة والغنية ماليا رفعت شعارات ديموقراطية للوصول الى السلطة وعندما تمكنت منها تحاول اليوم الانفراد بالسلطة ومصادرة كل التوجهات الديموقراطية، حتى في فلسطين المحتلة لم يوحد الاحتلال الفصائل الفلسطينية بل اشتد الخلاف بين فتح وحركة حماس «الاخوان المسلمين»، حتى في سورية حيث تواجه قوى المعارضة دولة استبدادية قوية لم تتوحد فصائل المقاومة على مشروع وطني موحد لانقاذ سورية تحت لواء دولة ذات نهج ديموقراطي يتوحد فيها السنة والشيعة مع المسيحيين واليهود وكل شرائح الشعب السوري المختلفة، ما حصل في سورية هو بروز حركات دينية متطرفة منهم الاخوان المسلمين وجماعات النصرة الجهادية وجماعات القاعدة وغيرهم من الجهاديين المتطرفين الذين لا يملكون أي مشروع لدولة ديموقراطية حديثة لذلك لا غرابة من عزوف الرأي العام العالمي في الغرب من تأييد الثوار لان بعض الجهاديين شوهوا صورة الثورة بأكلهم لحوم البشر.
السؤال الآن، كيف يمكن الخروج من الولاء القبلي والديني والطائفي والحزبي إلى فضاء الدولة الوطنية التعددية الديموقراطية؟ تجارب الشعوب في كل بقاع المعمورة خصوصا التجربة الديموقراطية في الغرب تخبرنا بأهمية ابعاد الدين عن الدولة بمعنى الدين لله والدولة للجميع، لان لا مصلحة لأي طائفة دينية في محاوبة اخوتهم في الدين او من يختلف عنهم في المذهب او الدين او القومية.
تحقيق الدولة العصرية الديموقراطية ليست بالامر السهل لانها تتطلب توافقا شعبيا واتفاقا على مدنية الدولة ودستورها دون الانحياز لأي قوى خارجية خارج مؤسسة الدولة، المشكلة ان قوى الاسلام السياسي هي المهيمنة على الشارع العربي بما في ذلك دول الخليج العربية، هذه القوى لا تؤمن بالديموقراطية ولا بالدولة الحديثة والدليل على ذلك فشلهم في تحقيق الاستقرار في دول الربيع العربي، ما تريده الكويت رفض الولاءات القبلية والطائفية والتركيز على المفاهيم الوطنية بتحقيق دولة القانون.
تعليقات