صوت المنطق والعقل اختفى من عقول بعض نوابنا.. بنظر شملان العيسى

زاوية الكتاب

كتب 1768 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  أين عقلاء المجلس؟

د. شملان يوسف العيسى

 

رغم حقيقة ان وزير النفط هاني حسين قد تقدم باستقالته الا ان وتيرة الاحتجاجات والانتقادات النيابية للحكومة والوزير المستقيل لم تتوقف، فالنائب يعقوب الصانع صرح اذا كان هاني حسين قد فلت من المساءلة السياسية فانه لم يفلت من المساءلة القانونية الجزائية والادارية، وطالب مجلس الوزراء بمراجعة القرارات الاخيرة التي اتخذها الوزير المستقيل، النائب فيصل الكندري قال لن نكتفي بالاستقالة وسنكشف بكل شفافية المتسببين والمستفيدين للشعب الكويتي.
د.معصومة مبارك قالت هروب وزير النفط من مسؤولية كارثة الداو سيعجل بقيدها ضد مجهول، النائب التميمي قال ان قبول استقالة هاني حسين مستحقة ويجب ملاحقته قضائيا والنائب سعدون حماد قال ان استقالة وزير النفط ادانة له ولن تثنينا عن ملاحقته واحالته الى محكمة الوزراء بعد ان تسبب في ضياع الملايين من المال العام، اما النائب عدنان المطوع فقال لن نقبل بان يغلق الملف الا بعد الانتهاء من لجان التحقيق والاخذ بتوصياتها واحالة كل من له يد بالتجاوزات الى النيابة والقضاء.
لا يتسع المجال لنشر كل أطروحات وتصريحات اعضاء مجلس الامة ومزايداتهم السياسية والغرض الحقيقي منها ليس البحث عن الحقيقة بل اتخاذ مواقف سياسية ضد الحكومة ووزرائها، حتى يظهر النواب امام الرأي العام الكويتي بأنهم نواب قد واجهوا الحكومة وانهم اطاحوا بوزير النفط وأرغموه على الاستقالة.
يبدو ان صوت المنطق والعقل قد اختفى من عقول بعض نوابنا، فهم لا يبحثون عن الحقيقة سواء في قضية الداو او غيرها، هم يريدون ان يكونوا ابطالاً امام الشعب حتى يعاد انتخابهم.. معرفتي المتواضعة بالأخ هاني عبدالعزيز حسين جعلتني اعتقد بأنه ضحية المصالح النيابية والحكومية والشخصانية المفرطة، المهندس هاني حسين من الشخصيات الكويتية القليلة المتخصصة في مجال النفط والبتروكيماويات فقد امضى جل حياته يعمل في هذا المجال، ولم نسمع عنه بأنه سرق واستفاد وغيرها من الاتهامات غير الحقيقية والدليل على ذلك لقد شكل نواب مجلس الأمة ما شاء الله عليهم وعلى نزاهتهم لجنة خاصة للتحقيق فيما حصل في قضية الداو والحكومة شكلت لجنة كذلك واللجنتان عقدت عدة اجتماعات مع المسؤولين في القطاع النفطي، اذن لماذا كل هذه الزوبعة من الاتهامات ضد الوزير المستقبل؟!!
لماذا تم الوصول الى الادانة قبل ان تنتهي اللجان من عملها.
نحن لا نحاول الدفاع عن الوزير المستقيل، لكن ما يحدث في البلد من الفوضى والعبث وعدم المسؤولية وعدم امتلاك ذرة من الموضوعية والحيادية والمصداقية تجاه شبابنا الوزراء الذين يتعرضون للهجوم من قبل بعض النواب وانهم كمن يبتزون الحكومة بصراخهم وهجومهم على الوزراء، سوف تكشف لجان التحقيق كل الملابسات حول الداو وغيرها، لكن ما الفائدة من كل هذه اللجان إذا صدر الحكم بالإدانة وتمت اقالة الوزير؟ والله زمن.. الشرفاء لا أحد يدافع عنهم..

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك