الدنيا ماشية بالمقلوب في الكويت.. هذا ما تراه عواطف العلوي

زاوية الكتاب

كتب 2200 مشاهدات 0


الكويتية

مندهشة  /  تدري عبد الفتاح العلي مديرنا؟

عواطف العلوي

 

نَشر أمس أحدهم في «تويتر» موقفا حقيقيا حدث مع شرطي مرور أوقف مخالِفا وسحب سيارته، فلما هدده المخالِف قائلاً له «تدري آنا من ولده؟» رد عليه الشرطي «تدري إن عبدالفتاح العلي هو مديرنا؟!».
الله أكبر.. صار المسؤول الذي يطبق القانون بصرامة وحزْم مَثارا للأحاديث والإشادة، ومضربا للأمثال وقصصا نحكيها في مجالسنا باندهاش واستغراب كبيرين.. وبتشكيك أكبر طبعًا! والأخيرة خصلة أزلية فينا ولا فخر! في حين يُفترض أن الحزم هو القاعدة في أداء كل مسؤولينا، والتسيب هو الشذوذ، ولكن.. هذه الكويت صلّ على النبي، الدنيا فيها ماشية بالمقلوب، والكل يمشي «مكوكسًا» حتى يتمكن من رؤية ما يدور. (مكوكسًا يعني منقلِبًا)!
اللواء عبدالفتاح العلي وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون المرور عَزف على وتر يعتبر نشازا، وسط سيمفونية الفوضى والتسيب التي تعيشها دوائر وأجهزة وإدارات الحكومة، لكنه نشاز أطرب الكويتيين فشنَّفوا آذانهم بنغماته بشوق لا يفهمه إلا من رأى حبيبا بعد أمد طويل من الغياب.
ربما كان أبرز ما في الحملة المرورية التي رسمها اللواء عبدالفتاح بدعم من معالي وزير الداخلية، وتفويض له بكل الصلاحيات التي طلبها لتنظيف شوارعنا من المخالفات التي نزعت هيبة قوانين المرور ولوائحه سنين طويلة، حتى صار الشارع حلبة للموت والعاهات المستديمة، ومسرحا للاستهتار والتحدي الأرعن، وبات الوافد يتجرأ على كسر القانون أكثر من المواطن ذاته، وهذا أثبته عدد المخالفات التي سُجِّلت على الوافدين، وبلغت ثلاثة أضعاف ما سُجِّل على المواطنين، أقول إنّ أبرز ما في هذه الحملة وأكثر ما ميَّزها هو أنها طُبِّقت بمسطرة واحدة على الكبير والصغير، على الغني والفقير، على الوافد والمواطن والمقيم بلا استثناء، ولا أي اعتبار لاسم أو مكانة أو جنسية، وهذا تماما وتحديدا ما كان الكويتيون يتعطشون إليه ويحتاجون إليه، ليذعنوا طواعيةً للقوانين دون تأفف أو تذمر، بل بترحيب ومؤازرة ودفاع عنها بلا حدود، وهذا ما يؤكد الفطرة الكونية التي تقول إن العدالة هي أصل الاستقرار والسلام، ومنبع النهضة والتقدم والحضارة في أي مجموعة بشرية حتى لو كانت تسكن الغاب.
أسجل هنا نيابة عني وعن الكويتيين تقديرنا للواء عبدالفتاح وجهوده هو وكافة إدارات المرور المتعاونة معه في إعادة الأمان المروري للطرقات ومستخدميها، ونبارك تلك الخطط التي تم بموجبها تشكيل فرق دائمة من الضباط والأفراد موزعة على جميع محافظات الكويت وتمشيطها مروريا، أسفرت عن حصيلة من التجاوزات بلغت (70800) مخالفة خلال شهر واحد، أي بمعدل (2360) مخالفة يوميا.. تصوروا! والسديد أنه طلب إخضاع تلك الحصيلة المرعبة من المخالفات للدراسة والتحليل والتصنيف للوقوف على سبل منعها والقضاء عليها مستقبلا.
وكلنا أمل أن تستمر حملتكم المباركة هذه، وألا تكون كفزّة «حمير البصرة»، ثم تركن تحت الحائط بجوار سابقاتها: حملة منع استخدام الهاتف أثناء القيادة، وحملة ربط حزام الأمان، وحملة مخالفة من يرمي المخلفات في الشارع من نافذة السيارة، وحملة مخالفة من ترتدي النقاب أثناء القيادة، و.. و.. و..!
أطرف ما في الموضوع هو تصريح اللواء بأن الوزارة بصدد تشكيل جهاز في المرور، يستطيع أي مواطن يرصد مخالفة أمامه أن يصورها ويرسلها إلى الرقم المخصَّص في هذا الجهاز لمتابعة المخالف، يعني الكويتيين بيصيرون جواسيس على بعض!
يعني «قطو وطقيته بمصير»..!

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك