'عقدية طائفية مجنونة'.. محمد الشيباني واصفاً الأزمة السورية

زاوية الكتاب

كتب 2041 مشاهدات 0


القبس

أين الشام الغوطة..؟!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

 

العلامة محمد كرد علي، الشيخ علي الطنطاوي، والرحالة أحمد فارس الشدياق، والأديب شفيق خيري، والعلامة محمد طاهر الجزائري، وسامي الدهان، ومصطفى السباعي.. وغيرهم، اخرجوا من قبوركم (ولن تخرجوا) وانظروا ما فعل هولاكو وجنده ببلادكم الشام، فكل ما كتبتموه ووصفتموه عن جمال تلك الديار وما فيها قد هدمها، حطمها، فجرها بدباباته وطائراته وصواريخه، تعالوا انظروا ماذا فعل جنده وشبيحته بالناس هنا وهناك في مدنها وقراها وزقاقاتها واسواقها، لقد قتلوا الرجال والنساء والاطفال ليس رميا بالرصاص الذي قد يكون رحيما نوعا ما، وانما بالسكاكين والسواطير وآلات الزراعة ومناشير النجارة وغيرها! ستقولون ومن خلال ما سطرتموه من مؤلفات لم يمر علينا هكذا عذاب في المدن واهلها، حتى هولاكو مع ما فعل من مجازر في العراق والشام لم يكن كما وصفت وذكرت، اذاً ايها العلماء الافاضل لقد مسح عن خريطة الشام مدنها وقراها التي تغنيتم بها أيما غناء، وشعر وأدب.. تعالوا تجولوا فإن ما سترونه يميت الاحياء ميتات وراءها ميتات وآلام تتبعها آلام.. لقد قتلوا كل شيء واسكتوا بجنونهم وعربدتهم حتى الطير في السماء والزرع واغصانه الباسقات النيرات الجميلات، صارت الديار خرائب كأن لم تسكن من ذي قبل، ولم تكن قد مرت عليها افراح واتراح.

حرب عقدية، طائفية، مجنونة، تعدت حيزها العربي، والغربي، فصارت بين دولتي روسيا واميركا يتمتع زعماؤهما برؤية الدماء تتناثر على الارض والحوائط في السجون والمعتقلات والساحات العامة والبيوت والمخابئ!

أعداد الموتى التي حصرت سريعاً وصلت مائة ألف قتيل، والرقم اكبر وأكبر، ولكنه رقم مخيف ومرعب وهو لا شك، وحسب النظرة السياسية والعقدية، انها حرب لن تقف الا بانتصار احدى الطائفتين فهي حرب اكبر من ان تستوعبها عقول حتى الساسة والمخططين.

إنها حفلة ساسة الدولتين الدراكوليتين مصاصتي الدماء، حيث المتعة واللذة ومع شرب الفودكا وأكل لحم الخنزير اخزاهم الله وارانا بهم عجائب قوته وبأسه. والله المستعان.

• • •

• الغوطة

«وداعاً غوطة الفيحاء، مجلس الطبيعة ومغنى الأنس وروضة الطيبات ومهبط التجليات، سلام زكي كتربتك المسكية، جميل جمال بسطك السندسية، عطر كأنوار ادواحك الجنية، وتحية طيبة تتساقط على عمرانك تساقط الوابل والطل على جناتك الغناء ومروجك الغلباء واشجارك الميلاء وغلاتك الكثيرة الأتاء».

(العلامة محمد كرد علي)

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك