الدواوين كما يراها الدعيج في شكلها الحالي 'ظاهرة متخلفة'
زاوية الكتابكتب مايو 26, 2013, 10:35 م 1874 مشاهدات 0
القبس
الموضوع أصلاً.. ليس ديوانيات
عبد اللطيف الدعيج
الزميل عماد السيف علق على مقال الأمس تعليقا يؤكد انه لم يستوعب الهدف الأساسي من المقال. كما يؤكد أيضاً ان تعليقه مرتبط بكونه محامي الشيخ ناصر المحمد، الذي يتعرض هذه الأيام إلى حملة غير مسؤولة وغير بريئة بسبب ترحيب بعض الديوانيات وشيوخ القبائل به.
انا انتقدت زيارات المسؤولين «التقليدية» للدواوين، والمقصود بها زيارات العشر الأوائل من رمضان وزيارات الأعياد والتعازي والاعراس. الشيخ ناصر حاليا ليس مسؤولا، وهو حر في استثمار وقته وقضائه بالشكل الذي يحقق مصالحه. الاهم من هذا ومن عنوان المقال فانه مخصص للظاهرة الجديدة، وهي بداية سيل عزائم شيوخ القبائل للمسؤولين. فهذه العزائم ستبدأ بالقبائل ولن تتوقف عندها. فكما بينا، ان للطوائف حقا، وللجماعات حقا، ولكل أسرة وفرد أيضاً حقا، فليس احد بافضل من احد، على الأقل في مجتمع من المفروض ان يكون ديموقراطيا وفقا للنظام السياسي أو متراحما ومتحدا وفقا للتقليد ودعاوى العرف والتراث والوحدة الوطنية المزعومة. بل ان الأمر لن يتوقف على دعوة رئيس الدولة، فانا على ثقة بان المسبحة ستكر، وسيخترع أحدهم بداية دعوة ولي عهده، وستتكرر السبحة مجددا لتشمل رئيس مجلس الوزراء، وربما عميد الاسرة الحاكمة، وقد تنتقل إلى رئيس مجلس الامة وهلم جرا.
المهم انها ستتحول إلى تقليد كتقليد زيارة المسؤولين وطوافهم بالدواوين بالمناسبات. هذا كما كتبت كان ممكنا عندما كانت الدواوين بالعشرات فقط. اليوم الدواوين بالمئات، والطرقات في رمضان بالذات لا تتحمل المرور العادي فكيف بالمواكب الرسمية التي ستلج إلى كل سكة وحارة فيها ديوانية.
اما عن الدواوين بشكل عام فهي في شكلها الحالي «ظاهرة» متخلفة ومعيقة للتقدم والتنمية. ولعلم الزميل فالدواوين في السابق كانت لـ«النواخذة» فقط. حتى التجار لم يكن عندهم دواوين. فالديوانية أساسا هي لاجتماع «النوخذة» ببحارته، وهي لبيات من يأتي من الصحراء أو من القرى المجاورة لـ«يدش الغوص». الكويتيون كانوا يعملون من الساعة ست صباحا إلى الساعة ست مساء، وهبابهم يصلون العشاء وينامون. اي ان الديوانية، بشكلها الحالي، ليست تقليدا كويتيا اصيلا، بل هي افراز للمجتمع الريعي. الديوانية الاصلية كان من المفروض ان تزول بزوال الشكل الاقتصادي للمجتمع الذي افرزها. وكان من المفروض ان تزول لانها تتعارض مع مجتمع ينشغل أعضاؤه بالعمل الجاد نهارا وينامون ليلا. عندنا لا احد يعمل... أو على الأقل الاغلبية لا تعمل بشكل كامل. في الدول الصناعية والمنتجة، الشعب كله ينام الساعة ثمان المغرب، ليصحو بالأربع والخمس فجرا، كي يصارع زحمة المرور حتى يصل إلى عمله في الوقت المحدد. عندنا الاطفال ينامون بعد منتصف الليل، والكبار يطلعون الشمس.. والدوام على المزاج.. لهذا بالفعل الديوانية تقليد ضروري.
تعليقات