عن 'دجال المقاومة'؟!.. يكتب مساعد الظفيري
زاوية الكتابكتب مايو 26, 2013, 10:36 م 2176 مشاهدات 0
الكويتية
لسنا بالخب.. ولا الخب يخدعنا!
مساعد الظفيري
في الوقت الذي نرى فيه ما يحدث في سوريا من حرب طائفية وتطهير طائفي بشع بكل المقاييس، نجد بعض الطائفيين يريدون تحييدنا عن انتمائنا الديني، حتى نظهر بمظهر الموضوعيين، بينما الدماء تسيل بلا توقف على مسلخ الطائفية وبسلاح طائفي لم يعد يخفي هويته على أحد، فلقد أعلن حسن نصر الله أمس مشاركة حزب الله بكل صراحة بالقتال في سوريا، متذرعاً بأن ذبح جنود حزب الله للأطفال والنساء والشيوخ إنما هو في إطار حماية الممانعة والمقاومة، في حين أن الحقيقة تقول إن حزب الله يحارب بالوكالة عن إيران من أجل إقامة دولة علوية في سوريا، وأن الحرب التي يخوضها في سوريا حرب طائفية مذهبية بامتياز.
وقمة التناقض الذي لا يمكن أن نفهمه في هذا المشهد أن حزب الله كان يثني على سياسة «النأي بالنفس»، ويطالب السوريين بالحوار نجد ونبصر يده الآن ملطخة بدماء السوريين!
هل المطلوب منا حتى نكون موضوعيين أن نتغافل عن مخططات إيران وأذنابها، في المنطقة بأسرها؟ وهل من الحكمة أن أتسامح مع العدو الذي يهدد أمني إلى أن يقتحم بيتي ويغتصب أرضي؟!
السذج فقط من يؤمنون بهذا المنطق الأعوج، ونغمة المساس بالوحدة الوطنية حين يعزفها الطائفي لن تطرب آذان من يرى بأم عينه الدماء وهي تسيل، والأبرياء وهم يقتلون باسم الطائفية وبسلاحها الأهوج الذي لم يرع حق دين ولا عروبة ولا مواثيق دولية ولا حقوق بشرية!
السذج من بعض المغفلين هم الذين تنطلي عليهم أكاذيب حزب الله، فلم ولن يقنع حسن نصر الله مائتي مليون عربي، أنه يقاتل في سوريا إلى جانب قوات الأسد حقا من أجل فلسطين والقدس، كما يزعم! لأن أخبار وصور وفيديوهات المجازر والقتل على الهوية الطائفية في سوريا أصبحت أكبر من أن يغيرها حديث مكذوب عن المقاومة أو الممانعة!
خطاب حسن نصر الله بالأمس كشف الوجه القبيح لحزب الله، حيث إنه يمثل ذراعاً ضاربة لإيران في المنطقة، وينفذ أجندتها التوسعية، ولا حقيقة غير ذلك، ولم يعد هناك مجال للموضوعية أو التحذلق بالألفاظ أو الحياد في معركة واضحة الأطراف والأهداف والغايات، ولسنا سذجا حتى نترك أمتنا بمفردها تواجه إيران وأذنابها في المنطقة.
في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ أمتنا علينا أن نسمي الأشياء بحقائقها على أرض الواقع، فلا مجال للمداهنة، فالتاريخ لن يرحم الواقفين على الحياد في وقت اللحظات الحاسمة، فالمشهد السوري يعيد توصيف الأشياء والمسميات بشكلها الحقيقي، فثوار سوريا الآن يسمون حسن نصر الله بـ«دجال المقاومة»، بعدما كان في نظرهم «سيد المقاومة»، وتلك هي عين الحقيقة التي يأباها ويحاول طمسها بعض الطائفيين.
وعليه فإننا نقول لهؤلاء الذين يدعوننا إلى التزام الموضوعية في غير موضعها، ويلمزون من يتعرض لإيران وسياستها الإجرامية في المنطقة بتهمة المساس بالوحدة الطائفية أن يراجعوا أنفسهم، فكما يقولون: «من لا يرى من الغربال فهو أعمى»! ولسنا بالخب.. ولا الخب يخدعنا!
تعليقات