كشف مخططات إيران ليس هو الخط الأحمر.. بنظر مساعد الظفيري
زاوية الكتابكتب إبريل 11, 2013, 11:51 م 560 مشاهدات 0
الكويتية
حكومتنا وحقيقة الخطر الإيراني
مساعد الظفيري
لم يعد خافياً على أحد سوى حكومتنا الرشيدة أن الخطر الإيراني يشكل تهديدا حقيقيا ومباشرا لدول الخليج، فلا يمر يوم إلا و تتكشف خيوط جديدة عن مخططه التوسعي لابتلاع المنطقة، ولايزال مستمرا في تحقيق أهدافه التي ازدادت وضوحا منذ أحداث البحرين للتحكم في الخليج والتغلغل في أمنه، وكلنا يعلم علم اليقين أن إيران تسعى من خلال قلقلة أمن البحرين على المدى الطويل إلى أن تصبح البحرين نسخة من العراق، ونعلم كذلك أن هناك محاولات في الكويت لتذويب هوية الكويت من خلال التحكم والتأثير في دوائر صنع القرار، ويجب أن ندرك أن هدف إيران في هذه المرحلة هو تقسيم المقسم، فهي تريدنا شظايا متناثرة بفعل إثارة الملف الطائفي في البحرين والسعودية والكويت، ويدعم هذا المخطط التآمري شبكات التجسس التي تم الكشف عنها وضبطتها الحكومة السعودية مؤخرا التي تمتعت بدرجة من الشفافية أن تعلن لمواطنيها عن هذه الشبكة ومن يقف وراءها وأهدافها، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل حكومتنا تعلم أكثر مما نعلم عن خطر إيران؟ وهل تراه خطرا وهميا لا يستدعي كل هذه الضجة، في حين أن الشقيقة الكبرى السعودية حذرت منه وأعلنت لكل وسائل الإعلام العالمية عن ضبط شبكة التجسس الإيرانية؟ وماذا تملك الحكومة من معلومات عن مثل هذه الشبكات عندنا في الكويت؟ التي أعلن عنها قبل عام ثم سرعان ما أغلقت القضية إعلاميا ورسميا - حسب تصريح وزير الداخلية- وكأن شيئا لم يكن!
وهل تريد الحكومة أن نصدقها أن إيران صديقة حميمة لنا ولا تشكل خطرا علينا دون دول المجلس جميعها؟ وإذا كانت الأحداث في البحرين والمنطقة الجنوبية في السعودية تشهد بالتدخل السافر للنظام الإيراني في شؤون الدولتين، فماذا يمنعها عن التدخل في شؤون الكويت؟ وماذا عن تحركات قواها الناعمة التي تظهر وتختفي حسب الظروف؟
ومن يقف وراء محاولة إيهام الرأي العام والطمطمة على الخطر الإيراني ونفوذه في الكويت على غرار نفوذه ومخططه في بقية دول المجلس؟ وهل المطلوب منا أن نغمض الأعين ونغض الطرف عن الخطر الإيراني في الكويت حتى يفترسنا بين عشية وضحاها مثلما فعل صدام حسين؟
ألا تعلم الحكومة وهذا ليس بجديد أن الأذرع الممتدة للخطر الإيراني في دول المجلس امتدت حتى تغلغلت في أوساط توجيه الرأي العام، وهذا ما كشفت عنه وثيقة نشرت أواخر عام 2005 كانت بحوزة ضابط مخابرات إيراني قبض عليه في العراق، وكان بحوزته وثيقة خطيرة تكشف الخطة الإيرانية في مجال الإعلام الموجه للأقطار العربية، تسلط الضوء على حجم التغلغل الإيراني في أوساط عربية مثل كتاب وصحافيين وسياسيين محسوبين على الخط الوطني والقومي والإسلامي العربي.
وختاما، أمن الكويت خط أحمر وليس كشف مخططات إيران هو الخط الأحمر، وعلى الحكومة أن تتحلى بقدر من الشفافية وتكشف حقيقة او وهمية الخطر الإيراني، وألا تخضع لتهديدات من لا يرى الخطر إلا في دول الخليج والدول العربية.. فالكويت أكبر وأبقى من الجميع، وأمن الكويت هو الخط الأحمر وليس مصالح ونفوذ بعض السياسيين وبعض التجار.
تعليقات