ماذا بعد تجربة حكم الإسلاميين في مصر؟.. سؤال تطرحه فوزية أبل

زاوية الكتاب

كتب 874 مشاهدات 0


القبس

ماذا بعد تجربة حكم الإسلاميين في مصر؟

فوزية أبل

 

الشعور العام في مصر ان حكم الاخوان المسلمين فشل.. السؤال: من سيملأ الفراغ اذا تهاوت مواقع الحكم الاسلامي؟

ماذا عن تجربة الاسلاميين بعد وصولهم الى السلطة؟ وما الحدود الفاصلة بين طروحاتهم خلال الأنظمة السابقة وبين النهج المتبع بعد انتصار الثورة؟

التجارب الحاصلة في مصر ودول عربية أخرى تحتاج الى دراسة متأنية، خصوصا في ضوء الانفتاح الاضطراري على قوى متعددة ممن شاركت في الحراك الشبابي وغيره، وفي الوقت نفسه، ممارسات تميل الى الاستئثار وتهميش الآخرين أو محاصرتهم.

الاسلاميون في مصر حسني مبارك، كان بعضهم مطاردا ويتعرض للاعتقال، وبعضهم الآخر خاض الانتخابات البرلمانية وحقق نجاحات معينة، الى أن شهدت آخر انتخابات في عهد مبارك نوعا من التزوير، تقلصت فيها مقاعد الجماعة الاسلامية من نحو ثمانين مقعدا نيابيا الى اثنين أو ثلاثة.

خلال الثورة كانت التيارات الاسلامية هي أقل من قدم الشهداء، لكنها كانت أول من نجح في «توظيف» الانتفاضة لمصلحتها.

في الواقع، بعد سقوط الحزب الوطني، جاءت التيارات الاسلامية لتملأ الفراغ، واضطرت هذه التيارات الى اعادة النظر في بعض طروحاتها وخطاباتها السابقة، فقامت بالمبادرة والانفتاح (ولو المحدود) على المرأة، والأقباط، والتيارات الليبرالية والمستقلة.. لكن تجربة الرئيس محمد مرسي عادت وكرست نوعا من الاستئثار بجميع مقومات السلطة، واضعة مفهوم الانفتاح في «الثلاجة».

في الوقت نفسه، كثفت الجماعات الاسلامية حضورها في الشارع، ايمانا منها بضرورة احتضان الحراك الشبابي والشعبي، والعمل لمنع هذا الحراك من أن يتحول الى ثورة جديدة.

والمفاجأة كانت في لجوء التنظيم الحاكم الى بناء قوة ميليشياوية ذات صلاحيات واسعة بعيدا عن الأضواء، تحاول فرض سيطرتها قمعا للتظاهرات، أو تطويقا وتهميشا لدور قوات الأمن. مما دفع ضباط الشرطة الى اعلان الاضراب والاعتصامات في أكثر من منطقة.

هنا بدأت تنقلب المفاهيم في أذهان ملايين المصريين، وتساؤلات حائرة: جماعة الاخوان كانت تعتبر نفسها مضطهدة في عهد مبارك، وها هي تمارس الاضطهاد لجموع الشعب المصري، وتستأثر بالسلطة، حتى أن العديد من القوى الاسلامية الأخرى (المتحالفة مع الاخوان رغم انقسامات فترة الانتخابات الرئاسية) عادت وانقلبت على الاخوان وشاركت في التظاهرات المناوئة للاستئثار وللميليشيات.

وسرعان ما تحولت الاحتجاجات الى نوع من الثورة ضد الحكم الاسلامي، وأيضا ضد الفكر الاسلامي المتشدد والحريص على عدم الاشراك الفعلي لسائر قوى الثورة في مؤسسات السلطة، وفي مراكز القرار.

وجاءت انتخابات نقابة الصحافيين لتشكل رمزا لهذه التحولات في فكر الجهات الواعية والمثقفة في مصر، فقد اختير ضياء رشوان (المعروف بمعارضته لفكر الاخوان) نقيبا للصحافيين وسط ترحيب واسع في الأوساط المدنية.

والآن، هل فكر التيارات الاسلامية المتحكمة بمقاليد السلطة هو في ورطة بالمعنى الجذري للكلمة؟.. هذه التيارات استطاعت ملء الفراغ لفترة معينة، لكن لن تمر فترة قصيرة حتى تطرح تساؤلات عمّن سيكون قادرا على ملء الفراغ اذا تهاوت مواقع الحكم الاسلامي، أو اذا تحولت الصراعات الشارعية الى نوع من الاقتتال الأهلي، لا سمح الله.. ومهما يكن أمر التوقعات المتباينة، فهناك شعور عام بفشل الحكم الاسلامي المستجد.

بالطبع فان نظرة الشارع المصري، والشارع العربي، الى الحكم الاسلامي بصورة عامة تحتاج الى بعض الوقت كي تتبلور بعيدا عن ردود الفعل المباشرة والسجالات والتوترات سواء في الشارع أو في القطاعات الحيوية وحتى داخل مراكز صنع القرار.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك