أموال مؤتمر المانحين بالكويت.. أين ؟!
زاوية الكتابالعرب القطرية تكتب عن المليار ونصف المليار: إلى جيوب نظام الأسد
كتب إبريل 10, 2013, 12:30 م 2462 مشاهدات 0
أعلنت الأمم المتحدة في بيان لها قبل يومين أن «قلة قليلة» من الأموال التي تم الإعلان عنها في مؤتمر المانحين -الذي عقد في دولة الكويت قبل نحو شهرين ونصف- قد وصلت، وأن هناك حاجة كبيرة لتوفير الدعم المالي للاجئين السوريين، خاصة أن معدل الهروب من نيران الحرب في سوريا في تصاعد مستمر، حيث قدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن يصل عدد اللاجئين السوريين في الأردن وحدها بنهاية العام الحالي إلى نحو 1.2 مليون سوري، بالإضافة إلى عدد كبير من النازحين داخل الأراضي السورية ممن لا يمكن الوصول إليهم.
ولعل من المفيد أن نستعيد شيئاً مما سبق أن نبهت وحذرت منه «العرب» في افتتاحية نشرت بتاريخ 31-1-2013 بالتزامن مع مؤتمر المانحين الذي عقد في الكويت، تحت عنوان «أموال المانحين للشعب السوري أم...؟».
لم نكن نتمنى أن تصل أموال المانحين إلا إلى الشعب السوري، خاصة أن المبلغ الذي أعلن عنه في حينه قد وصل إلى مليار ونصف مليار دولار، غير أننا كنا ندرك في حينها أن الكثير من تلك الوعود كانت وهمية، أو أن بعضها كان سيذهب إلى جيوب نظام الأسد الذي فقد شرعيته لا إلى جيوب الشعب الذي يعاني الأمرّين، خاصة بعد أن أقر المؤتمر في حينه أن تسلم الأموال إلى الهلال الأحمر السوري؛ ليقوم بتوزيع المساعدات في الداخل السوري، ومعروف أن هذه المؤسسة تابعة لنظام الأسد.
لقد انتهجت دولة قطر مبدأ في تقديم ومد يد العون للأشقاء السوريين، تمثل في تخصيص مساعدات كبيرة، نقدية وعينية، للنازحين واللاجئين، تقدم وتوزع من خلال اللجان الشعبية والتنسيقيات التي يختارها الشعب السوري.
طريقة أثبتت أنها كانت الأكثر مصداقية في إعانة السوريين على ما يقاسونه جراء آلة القتل الوحشية التي مارسها النظام ضده.
ولم تكتف الدوحة بتقديم الدعم المباشر للسوريين دون المرور بأجهزة ومؤسسات عرفت بولائها للنظام، أو أنها خاضعة له بطريقة أو بأخرى، وإنما فتحت الباب على مصراعيه أمام مساعدة السوريين، من خلال علاج جرحاهم في المستشفيات أو إعفاء أبنائهم من الرسوم الدراسية.
ولمخيم الزعتري في الأردن قصة وجع سورية، عجزت عن مداواتها أموال المانحين بمؤتمر الكويت، بل تعدى ذلك إلى تهجم بعض البرلمانيين الأردنيين على اللاجئين هناك وعلى قطر والسعودية، دون أن نعرف إن كانت الأموال التي خصصت لهذا المخيم، سواء في مؤتمر الكويت أو غيره، قد وصلت فعلاً للاجئين، أم أن سماسرة الحروب سرقوها وسط الطريق؟
ما نريد أن نقوله هنا هو التأكيد مجدداً على أن من يرغب بدعم الشعب السوري فإن طريق الدعم واضح ولا يحتاج إلى طريق أممي أو غير أممي للسير فيه، فالشعب السوري منا نحن العرب، ونحن أولى بتقديم الدعم لهذا الشعب، شرط أن يكون بطريقة تصل ليد المحتاجين واللاجئين والنازحين لا النظام والمرتزقة.
تعليقات