ما يحصل داخل أمتنا يصب في مصلحة المستعمر.. الشيباني منبهاً

القبس

ارجع إلى سيرتك الأولى..!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

 

لن يستطيع الخوّارون المترفون أن يحاربوا من استعد للحرب وأعد لها عدتها وخطط لها، فهذا هو العدو المعلن والخفي، لقد أصيب العرب والمسلمون بالذل والمهانة والخور، سلبوا منهم أراضيهم وأموالهم ونجحوا في التفريق بينهم بأن نصّبوا عليهم سلاطين لا يرقبون فيهم إلا ولا ذمة، مزقوا شملهم وفرقوا وحدتهم وضيّقوا عليهم في معايشهم، وفتحوا السجون والمعتقلات لكل من يعترض على حكمهم، حتى إذا مر حين من الدهر على زعاماتهم وبعد أن دمرت النفوس ووقف البناء والتطور وذلت الأجيال من الخوف والرعب والسجون أسقطهم، أي المستعمر، الذي نصبهم على الأمة، وبعد السقوط جاء سقوط آخر، فقد جعلوا الفرقة والتمزق بين من فرحوا بسقوط الطغاة وخرجوا في تظاهرات وتأييدات على السقوط!

انظروا إلى أمتكم تتمزق وتتردى وتتأخر، هكذا يريد المستعمر، هل تراكم تظنون أن من يقود الاحتجاجات والمحتج عليه لم يتفقوا على ذلك عن طريق من أصبح بيده زمام أموركم كلها وهو المستعمر المعلن الخفي؟! بلى والله! احتجاجات المعارضين كم ستستمر؟ وإلى متى؟ سيأتي اليوم الذي ستقف وتخفت وتنتهي لأن نفَس المخطط والمدبر طويل، وأنتم نفسكم قصير، سواء كنتم على حق أو على باطل حملتموه ممن أجّركم لهذه المهمة.

ما يحصل في أمتنا ليس بصدق ولا عدل ولا شجاعة ولا أمل منشود، إنه كله يصب للمستعمر وفرخه ليضرب بجناح الشدة الوطن ومستقبله وتضيع فيه أحلام الحالمين بوطن الأمن والبناء والأجيال الجديدة.

لقد صدق شاعر الإسلام الكبير محمد إقبال عندما قال:

«.. اقرأ مرة أخرى سيرتك الأولى

اقرأ دروس الصدق والعدل والشجاعة

لأنك أنت المنشود لتسود العالم مرة ثانية

هذه هي مقاصد الفطرة الأولى، ورمز الإسلام الحقيقي

أن تملك العالم بالأخوة

وتحكمه بالمحبة

ما الذي محا استبداد قيصر، وشدة كسرى؟!»

أكانت هناك في العالم قوة تحارب الجبابرة، سوى قوة علي، وفقر أبي ذر، وصدق سلمان؟.. والله المستعان.

***

• للذكرى.

في نظر المصريين مثلاً، لا يوجد استعمار على وجه الأرض أسوأ من الاستعمار الإنكليزي، وإذا سألت ليبياً يقول لك: إن الاستعمار الإيطالي هو أبشع أنواع الاستعمار. والجزائري يرى أن فرنسا هي زعيمة الدول الاستعمارية وليس هناك أسوأ منها في البطش وسفك الدماء. وبالنسبة للأندونيسيين. فإن الاستعمار الهولندي استعمار بشع تقشعر منه الأبدان.

(سعيد شامل)

قلت: زد عليهم اليوم الاستعمار الأميركي القبيح!