مساعد الظفيري ناصحاً المعارضة: احتضنوا الشباب!
زاوية الكتابكتب إبريل 8, 2013, 12:49 ص 429 مشاهدات 0
الكويتية
إذا تسيد الحدث فسد!
مساعد الظفيري
المسؤولية تجاه الوطن ضخمة وعظيمة، وأعباء النهوض به وإصلاحه مهمة جسيمة، وهذه المسؤولية وتلك الأعباء ليست مسؤولية فرد دون الآخر، إنما هي مسؤولية الجميع، جماعات وأفرادًا، شيبًا وشبانًا، رجالاً ونساءً.
ولا يستطيع أحد أن ينكر دور الشباب في حيوية الحراك الشعبي، والزخم الذي منحوه لمسيرات كرامة وطن المتعاقبة وغيرها، فلقد كانوا ولازالوا طليعة المعارضة، ومحط أنظارها وأفقها الممتد في رسم أهدافها ومساراتها المستقبلية، لأنهم جزء من الحاضر وكل المستقبل.
ولكن إصلاح الوطن وتحمل تبعات هذه المهمة، كما أنه يحتاج إلى تكاتف كل الجهود، فهو لا يستغني عن امتزاج حكمة أصحاب الخبرة بحماس الشباب، ولن تصح الخطوات بانفراد أحدهما عن الآخر، فكما نحتاج إلى الحماسة والهمة، نحتاج إلى الخبرة ورصيدها، غير أن هذه المهمة الهامة لا يصلح لها كل مَن ادعاها، فـريادة الإصلاح وتحقيقه لا يتم بين يوم وليلة، فهو طريق شاق يتطلب الصبر والمثابرة والمعرفة بفقه البناء المتدرج المتكامل،
ولعل هذا ما عناه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- بقوله: «تفقهوا قبل أن تسودوا».
فقد يستعجل بعض الشباب فيقفز على الأولويات، ويستعجل خطوات البناء فيريد أن يتحقق الإصلاح دون مراعاة للزمن، ودون اهتمام بالوعي العام، بل ربما يتغافل الواقع ويتجاهله تحت ذريعة الطموح الكبير! إن من يتعجل ويستبق الأمور كان الأجدر به أن يتأنى ويسير وفق البناء المتدرج، فمن استعجل الشيء قبل أوانه، عوقب بحرمانه.
نعم.. إذا تسيّد الحدث فسد، كما قال الفاروق عمر بن الخطاب، و»الحدث» هنا الذي أعنيه بالحديث قد يكون غير مرتبط بالسن، ولكن يشمل حديث العهد بالسياسة وقليل الدراية بدروبها، وآليات الإصلاح ومراحله، وطبيعة المرحلة ومآلات الأمور وعواقبها، وبواطن ما قد يخفى على الكثير، وما نشاهده اليوم ونلمسه من البعض هو استعجال الأمور، والضغط لفرض اتجاه واحد من الرأي يرى أن تلتزم به المعارضة دون سواه، وإن خالفته لجأ إلى اتهامها بالخيانة والتقاعس، وهذا ضرب من قلة الخبرة والحماسة غير المحمودة، وعدم الدراية بمراحل الإصلاح، وتوازنات الأمور وترجيحاتها..
الواجب أن نسدد ونقارب، وأن ندرك تعقيدات المرحلة وواقع المعارضة التي تحتاج إلى بناء مساحات كبيرة من التوافق بين أطيافها، وتوحيد أجزائها المتناثرة، لا بعثرة كياناتها المتباينة، فالأمر ليس مجرد شجاعة وتضحية رغم أهميتهما.
وهمسة أخرى في أذن رموز المعارضة، ينبغي احتضان الشباب، وحسن الإصغاء إلى أطروحاتهم، وتحذيرهم من السعي إلى تكسير أجنحة المعارضة وبث الفرقة بين رموزها، وأن يسعوا إلى قواعد التجميع وفقه المقاربات، بدلاً من إضاعة الوقت في تتبع أخطاء هذا أو ذاك، وهو ما لا يخدم مصلحة المعارضة التي نأمل أن تتحد رؤاها، وتتعاون على أجندة وطنية في القريب العاجل.. بإذن الله تعالى.
تعليقات