الكويت أكثر دول الخليج حاجة لتوثيق علاقتها بالعراق.. برأي شملان العيسى

زاوية الكتاب

كتب 1484 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  التواصل مع العراق

د. شملان يوسف العيسى

 

حضرت فعالية مهرجان الجنادرية في الرياض – السعودية هذا العام، وفوجئت بالاعداد الكبيرة من الشعراء والادباء والكتاب والاكاديميين والباحثين العرب المدعوين للمهرجان، المفاجأة بالنسبة لي هي لقائي بالاخوة الاكاديميين والمفكرين والادباء من العراق الشقيق وكانوا بأعداد كبيرة البعض منهم جاء من اوروبا والبعض جاء من البلاد العربية والبعض الآخر قدم مباشرة من العراق.. لقد اتاح مهرجان الجنادرية للاخوة العراقيين من جميع الطوائف السياسية فبعضهم خلفيته ماركسية والبعض منهم ذو توجه قومي ومنهم الليبراليون ومنهم غير المنتمين لأي تجمع سياسي، ما يجمع كل هؤلاء هو حبهم للعراق وعشقهم لوطنهم وان اختلفت مدارسهم ووسائلهم العلمية والفكرية.. كلهم يطمحون بأن يروا العراق الجديد مستقراً وديموقراطياً ومدنياً بعيدا عن الاستقطاب المذهبي.
السؤال، لماذا استضافت السعودية في مهرجانها الثقافي المفكرين العرب والعراقيين بأعداد كبيرة هذا العام؟ مهرجان الجنادرية هو مهرجان عربي وليس سعودياً، الحضور ليس هدفهم فعاليات المهرجان على اهميتها.. بل الهدف الرئيسي هو التواصل بين الاخوة السعوديين مع اخوتهم العرب عموما فاستضافة العراقيين من الشتات للرياض الغرض منه التحاور والتواصل والنقاش حول جميع القضايا العربية الشائكة ومنها ما يحصل في العراق، وماذا يمكن ان يلعبه العرب في مساعدة العراق في محنته.
علينا ان نشيد بالجهود الكبيرة التي تبذلها السعودية في استضافة العرب للمهرجان ومنهم العراقيون، لأنهم بهذه الخطوة يمهدون الطريق للتواصل العربي وتعزيز العلاقة بين المفكرين العرب مع اخوتهم في ارجاء الامة العربية كلها.
لقد ازداد اهتمام دول الخليج في الفترة الاخيرة بدعوة اخوتهم في العراق للمشاركة في المهرجانات العلمية والثقافية الخليجية وهذه خطوة مباركة وسليمة في اتجاه التطبيع الطبيعي لكن تبقى الكويت الدولة الوحيدة التي لا تزال تتخوف وتتردد في فتح البلد امام الاكاديميين ورجال الاعمال العراقيين ويعود تخوف الكويت الى الآثار النفسية التي تركها الغزو الغاشم عام 1990.
الكويت اليوم من اكثر دول الخليج حاجة لتوثيق علاقتها بالعراق، فالموقع الجغرافي شمال الخليج والارتباطات التاريخية والعائلية والتجارية والمصالح المشتركة تفرض علينا في الكويت اعادة النظر بكل سياساتنا.. خصوصا وان هناك قطاعاً كبيراً من الكتاب والاكاديميين والفنانين والادباء العراقيين الذين تربطهم علاقات وثيقة بالكويت، فالبعض منهم كتب كتباً ومؤلفات عن الغزو الغاشم واهمية اعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين.
السؤال، لماذا التواصل مع الشعب العراقي وحكومته مهم اليوم بالنسبة لدول الخليج؟ هنالك اسباب كثيرة اهمها ان الحوار مع العراقيين اليوم قد يساعد في ايجاد تسوية داخلية سليمة قد تؤدي بالاطراف المختلفة المتصارعة إلى الجلوس وحل الخلافات خصوصا الخلاف (السني – الشيعي).
هنا يأتي دور المثقفين والاكاديميين على مستوى الوطن العربي، فهؤلاء الناس هم محايدون في معظم الحالات ولا ينتمون لحركات الاسلام السياسي التي خلقت الفتنة بين السنة والشيعة.
لقد اهمل العرب والحكومة العراقية منظمات المجتمع العربي العربية والعراقية التي يمكن ان تلعب دوراً في التواصل بين الشعوب العربية.
تستضيف العراق هذا العام الثقافة العربية فبغداد.. بلد الرشيد مهيأة لهذه المناسبة اذا اتيحت الفرصة للشعراء والادباء والفنانين والموسيقيين لابراز مواهبهم بعيدا عن الحرب غير المعلنة بين الاحزاب الطائفية، من المهم لدينا نحن العرب بشكل عام والخليج بشكل خاص عدم ترك العراق ضحية لقوى اقليمية قوية وهي ايران لتعبث بأمنه واستقراره وكيانه، علينا ان نعي انه كلما ضعف العراق تمددت هذه القوى الاقليمية داخليا في الخليج.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك