عن الرماد الذي أخفى بريق الكويت!.. يكتب سامي الخرافي

زاوية الكتاب

كتب 709 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  /  الرماد.. الذي أخفى بريقنا!

سامي الخرافي

 

من الجميل والممتع جدا أن تتحدث مع شخصية كبيرة تمتلك خبرة عريقة في الحياة تجاوزت 75 عاما.. وسر هذه المتعة هو انتقائية هذه الشخصية الكويتية للمفردات «العتيجة»، التي كدنا ننساها.. وستنسى مع مرور الوقت، والتي بدأ هذا الجيل ينساها، بسبب دخول لهجات غريبة على مجتمعنا الكويتي.. حتى فقدت اللهجة الكويتية بريقها. وغطى عليها الرماد.. والمؤلم أن ترى بعين هذا الإنسان الكثير من الحسرة والأسى على ما أصاب هذا الجيل وتعلقه بكل ما هو غريب عن عاداتنا وتقاليدنا.

فعندما التقيته بدأ حديثه قائلا: راح أتحدث بكل صراحة، لماذا اصبح بريقنا اللامع.. مغطى بالرماد؟

يقول: قديما كان الكل عنده اسم الكويت قبل كل شي، وأهم شيء، أما الآن فالكثير ينادي مصلحتي أو قبيلتي او طائفتي أو جماعتي هي قبل كل شي، حتى قبل اسم الكويت ايضا!

قديما، كانت الحياة أخذا وعطاء، والنسيج الاجتماعي الكويتي قوي جدا، أما الآن فالكثير يأخذ ولا يعطي والنسيج الاجتماعي الكويتي تمزق شر تمزق!

قديما.، كانت البركة موجودة، تجدها في كل مكان تذهب اليه، فتجد الصدق في التعامل مع الآخرين في كل أمور الحياة، أما الآن فتجد الكثير يتعامل بالكذب والنفاق من أجل الصعود للقمة ـ للأسف!

قديما، كان الترابط الأسري متينا، والعلاقات بين أفرادها أكثر حميمية، فكان التعاون في السراء والضراء شعارا للجميع، أما الآن فتجد التواصل في المناسبات الاجتماعية! «بالتلفون» وعلى نطاق محدود.. وقد لا تعرف حتى جارك الذي يسكن بجانبك على بعد عدة أمتار؟

قديما، كان الكويتيون أكثر عددا من الوافدين، ولله الحمد، أما حاليا فقد أصبحنا جالية أمام الأكثرية الموجودة بيننا!

قديما، كان الكويتي يتنعم بديرته وخيراتها، ولا يشاركه في هذه النعمة الا القليل من الوافدين، أما حاليا فأصبح الوافد يتنعم بديرتنا، ونحن نعاني من الأقساط والديون.. وهو واقع لا يغير من ترحيبنا وحبنا لهم.. وكل من تحتضنه الكويت!

قديما، كانت الكويت تسمى «عروس الخليج» لما كان فيها من تطور وتنمية في جميع المجالات.. وكذلك الأمر بالنسبة للرياضة والفنون وغيرها كنا في القمة دائما، أما الآن فأصبحت تسمى «عجوز الخليج»، لا يوجد تطور في اي مجال، وكذلك هناك انحدار في كل شي ونحن «مكانك راوح»!

قديما، كان الكويتي يجد مشقة في الحصول على لقمة العيش التي كانت قليلة وتراه حامدا شاكرا نعمة ربه، أما حاليا فرغم كثرة هذه النعم التي لديه، إلا أن كثيرا منا لا يحمد الله على هذه النعم الكثيرة التي بين يديه!

قديما، كان أغلب تجارنا شعارهم الأمانة والشرف والثقة، أما حاليا فتجد بعضهم شعاره الغش واللف والدوران وهو يتباهى بذلك «دون حياء» من أجل ان يصبح غنيا بسرعة دون تعب ودون خوف من الله تعالى، وبأي وسيلة كانت!

قديما، كانت العادات والتقاليد الكويتية الأصيلة متأصلة بين الشعب الكويتي، أما حاليا فتجد العادات الغريبة عن مجتمعنا هي السائدة للأسف، حتى ان كثيرا من شبابنا قد نزع الدشداشة الكويتية ولبس ثوب الآخرين كنوع من التمدن والحضارة!

قديما، كان الطلاق يعتبر من المعيبات لدى مجتمعنا الكويتي، أما حاليا فأصبح موضة دارجة، والكل يساعد على انتشارها، وأصبحت نسبة الطلاق ترتفع سنة بعد سنة، والضحية هم الأبناء!

بعد كل ذلك قلت للرجل الخبرة: ياعم (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، ونحن إذا لم نغير ما بأنفسنا فلن يتغير الحال وسنظل كما كنا.

فيا أهل ديرتي، غيروا ما بأنفسكم حتى نعود إلى تلك الأيام الحلوة «العتيجة»، أيام البساطة والحب الحقيقي الصادق والإرادة التي كانت لا تعرف شي اسمه المستحيل، فنعيد للكويت تألقها وبريقها الذي فقدناه منذ زمن.

متى يحين الوقت لننفض الرماد عن هذا البريق؟!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك