رجل قدم للكويت وهيئة 'المعاقين' تتجاهله، محمد المطوع يستعرض مشكلته

زاوية الكتاب

كتب 2226 مشاهدات 0


البصر والبصيرة

التقيته صدفة لم تكن محسوبة, وكم تأخرت هذه الصدفة, رجل من رجال الكويت الأوفياء, رجل من الزمن الجميل, رجل يعطي أكثر مما يأخذ, أفنى حياته في الدراسة والعمل الجاد المنتج, أديب وناقد وصحفي ومدرس ومدير ورئيس.. الخ , عمل في كل مجال أتيح أمامه, أكاد أتصورة شعلة متوقدة من نشاط مثمر, كلما دخلت عليه مكتبه وجدت من يستشيره سواء طالب أو أديب, وكلما دخلت عليه في بيته وجدت صديقا أو أكثر, لم أعلم المعنى الكامل لمصطلح دمث الخلق حتى التقيت به، ففي تصرفاته يكمن المعنى الكامل لهذا المصطلح وتكاد تجده متجسدا.
بكل أسف هذا الرجل لم يعرف شكلي أبدا, فأنا التقيت به بعد ان إنطفئ نور عينيه بسبب مرض السكر, والحمدلله فقوة إيمان هذا الإنسان التي تسكن قلبه تجعله يحسسك وكأنه يملك نور عينه ولم يفقده, أما عقله فبالتأكيد يراك من خلاله بصورة رائعة, فلقد إستطاع أن يقرأ تفكيري بعد عدة جلسات, وفهم ما أريده وأنويه, وأديبنا الرائع يجسد الإنسان الكويتي المنتج فرغم إعاقته لازال منتج ويؤدي عمله التطوعي بكل راحة ورغبة بل يجتهد به أفضل من الآخرين, لقد فقد البصر ولم يفقد البصيرة.
إقترحت على أديبنا أن أتقدم له لدى الهيئة العامة لشئون ذوي الإعاقة, ليستفيد مما خصصته الدولة من مساعدات فنية ومادية تعين المعاق على الإندماج مع المواطنين وتسهل عليه حياته ليكون عامل منتج في الكويت, وللأسف اصطدمنا بالبيروقراطية الكويتية, ورفضوا تقديم ماهو حق له حسب القانون, بحجة انه بعمر فوق الخمس والستين, ولدى الهيئة تعريف لمن يفوق الخامسة والستين من العمر بأنه إنسان عاجز وليس معاق, فهم يرون أن مكانة دار العجزة في وزارة الشؤون, وهذا تفكير متخلف في القرن الواحد والعشرين.
سمو رئيس مجلس الوزراء
إن الشخصية التي أتكلم عنها, مثال حي لكيفية سير الأمور في أحد أجهزة الدولة, وأنا أعلم بأنه ليس بحاجة لمساعدة مالية وايضا لديه القدرة أن يتصل بنصف المسئولين في الدولة مباشرة فهو على علاقة مباشرة طيبة ورائعة مع الكل, لكنه مثل أعلى للكويتي الأصيل الطبع يرفض الواسطة, ويقول إذا لي حق أخذه وإذا ليس لي حق فلا أريده.
سمو رئيس مجلس الوزراء
أنا اضع بين يديك حالة من الحالات التي تجعل المواطن مستغربا ومندهشا من تصرف جهات لاتعي معنى تصرفاتها وتأثيرها وإنعكاسها على مكانة منظومة الحكم, فمثل هذه الشخصية والتي سبق وأن فازت بجوائز تقديرية من الدولة, بدلا من أن يتم تكريمها ومد يد العون لها لتستمر في نشاطها وفي عطاءها للدولة, نجد المسئولين في الهيئة العامة لشئون ذوي الإعاقة , يعيقونه عن الإستمرار في عمله وذلك مع سبق الإصرار.
سمو الرئيس
إن الهيئة العامة لشئون ذوي الإعاقة, رغم إنهم يملكون نور البصر ولكنهم فاقدين للبصيرة.

والله عليم بذات الصدور

محمد المطوع


 

بقلم: محمد المطوع

تعليقات

اكتب تعليقك